الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

أرشيف "النهار" - شارل حلو كما هو في النص وجلباب الحقيقة الحياتية التي جرت

المصدر: أرشيف "النهار"
Bookmark
أرشيف "النهار" - شارل حلو كما هو في النص وجلباب الحقيقة الحياتية التي جرت
أرشيف "النهار" - شارل حلو كما هو في النص وجلباب الحقيقة الحياتية التي جرت
A+ A-
نستعيد في #أرشيف_النهار مقالا كتبه ميشال جحا بتاريخ 27 حزيران 1995، حمل عنوان "شارل حلو كما هو في النص وجلباب الحقيقة الحياتية التي جرت"."لا افكّر في التنصّل من اي مسؤولية تقع عليّ في اي من الاحداث التي جرت في عهدي. الحقيقة هي المنطلق الاساسي لكل حلّ، وهي وحدها التي ستبقى للتاريخ". (من كتاب "حياة في ذكريات"() ص 282) - 1 - يبدأ برد موجز ومؤثّر عن طفولته، في 25 ايلول سنة 1913 ابصر النور في بيروت في طريق الشام ولما بلغ الخامسة من عمره، توفي والده الصيدلي - الذي اخذ عنه حبه للشعر والادب والحكايات والاساطير - قبل ايام من تفكك الامبراطورية العثمانية وسقوطها، فترمّلت والدته، ماري، ابنة خليل نحاس احد تجار باب توما في دمشق، وهي في الثلاثين من عمرها. فكان عليها ان تحمل عبء العائلة المؤلفة من خمسة اولاد، وكان عليه ان يساعدها في تحمل هذا العبء. ولهذا تعلق بوالدته التي توفيت سنة 1953 فحزن على فراقها وبكاها واحب من اجلها كل الامهات. رحم الله الشاعر امين نخلة الذي قال: وجد الاحباب من يبكي لهم، وغدا نمضي، فمن يبكي لنا تعلم عند الآباء اليسوعيين - لذلك كان كريكاتور بيار صادق يرسمه في "النهار" فترة رئاسته بلباس راهب. في العاشرة قرأ فرجيل وشيشرون وكان مبرزا في الكتابة بالفرنسية، فلا غرابة ان يصبح فيما بعد حامل لواء الفرنكوفونية في لبنان. في المدرسة كان من المبرّزين وفي المرتبة الاولى في صفه يحمل الورقة المربعة المذهّبة التي تدل على ذلك. وكما كان متفوقا في دروسه كذلك في الرياضة البدنية وخاصة في كرة القدم. اما العربية فكان ضعيفا فيها. نال شهادة البكالوريا الفرنسية - البكالوريا اللبنانية لم تكن بعد - وهو ابن 15 سنة. كان يقرأ بنهم ومعجبا بروايات ارسين لوبين وبطلها اللص المهذب بطله المفضّل! وهو يملك ذاكرة قوية ساعدته على حفظ الشعر الكلاسيكي الفرنسي الى روائع المدارس الاخرى. في الصحافة يروى عن الرئيس الصحافي شارل حلو انه عندما استقبل وفدا من رجال الصحافة اللبنانيين في قصر الرئاسة قال لهم مرحبا: "اهلا بكم في وطنكم الثاني لبنان"! غامزا على الصحافيين الذين يتطلعون الى الخارج فيما يكتبون. مارس الصحافة وهو يدرس الحقوق كما اضطر الى التوظف في وزارة المال براتب شهري 32 ليرة. يقول (ص47): "ان تكتب يوميا، ان تفصح عما تعرفه وتؤمن به وتتمنّاه، ان تخاطب قراء يحتلون الطبقات المختلفة في المراتب السياسية والاجتماعية او الدينية، ان تصغي احيانا، على غير علم منك، الى من يردد افكارك واقوالك، ليس ذلك مجرّد مهنة، ولا دعوة، بل علة حياة ووجود". وهكذا بدأ مسيرته في الصحافة، مهنة البحث عن المتاعب، سنة 1932 بادارة صحيفة باللغة الفرنسية تصدر في حلب. ثم عرض عليه شارل عمون ابن داود عمون، التعاون في اصدار جريدة "لوجور" الناطقة باسم الحزب الدستوري - الذي كان برئاسة الشيخ بشارة الخوري وصدر العدد الاول في اول آب 1934، وكانت عقيدة الحزب الدستوري ترتكز على المطالب التالية: 1 - عودة العمل بالدستور اللبناني كاملا، وعودة المؤسسات السياسية عاملة طبيعيا. 2 - حق لبنان في الاستقلال. 3 - انضمام لبنان الى جمعية الامم على اساس المساواة الكاملة مع باقي الدول. 4 - ابرام معاهدة مع فرنسا تكون بديلة من الانتداب، وتحديد واجبات الدولتين الفرنسية واللبنانية وحقوقهما تحديدا دقيقا. وكان هدف جريدة "لوجور" دعم عقيدة مجموعة من رجال السياسة، على رأسهم الرئيس بشارة الخوري ومستشاره ميشال شيحا، الذي انتخب نائبا عن بيروت عام 1925، وصاحب الفضل في وضع الدستور اللبناني، ممن حملوا راية "الكتلة الدستورية"، وهكذا وجد شارل حلو، الصحافي البالغ من العمر 20 سنة، نفسه يدعم بشارة الخوري دون ان ينضم الى حزبه. يروي لنا ان الشاعر صلاح لبكي جاءه ذات يوم واخاه كسروان لبكي الذي لم يتجاوز السابعة عشرة من عمره، ولم...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم