السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

لمن يقرع الراعي أجراس المواصفات ؟

المصدر: النهار
A+ A-

تعمد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي تكرار تحديده للمواصفات التي يطرحها للمرشح الرئاسي وهو في طريق سفره صباح اليوم الى سويسرا ، الامر الذي زاد الغموض الواسع الذي يكتنف بورصة الأسماء المفضلة لدى بكركي والذي يصاحب غموضا لا يقل كثافة حيال كل الاتجاهات التي تحكم التنافس والسباق الى قصر بعبدا .
على ذمة المتصلين الدؤوبين ببكركي فان كل ما نسب وينسب اليها من ترشيحات او استعداد للتلميح بأسماء هو من صنع السياسيين والاعلام ولا يعكس الموقف الجاد للبطريرك الذي لا يعتزم إطلاقا تكرار تجارب التسمية او الانخراط من قريب او من بعيد في اي ترشيحات . وليس ادل على ذلك من تصاعد الموقف البطريركي تدريجا منذ بداية المهلة الدستورية للاستحقاق الرئاسي التي استهلها البطريرك بحديثه التلفزيوني راسما المعالم العريضة لموقف بكركي بالضغط القوي لإطلاق المسار الدستوري للعملية الانتخابية بلبننة كاملة عبر حضه رئيس مجلس النواب نبيه بري على تحديد جلسة سريعة للانتخاب الامر الذي عاد وكرره أمس . اما المواصفات التي يحددها فإنها بذاتها تشكل الدليل القاطع على التزامه الاطر المبدئية الصرفة للاستحقاق تاركا لمن يرى من الطامحين والمرشحين والقوى السياسية الأقرب الى هذه المواصفات ان ينخرط في المعركة الرئاسية .
لكن اذا كانت بكركي تنفي ان يكون لدى البطريرك مرشح مضمر بعينه فان الانطباعات السائدة لدى معظم المعنيين بموقفها تكاد تجمع على ان إمعان البطريرك في تحديد مواصفاته للمرشح ليس اقل من عملية تصفية أولية لفئات اساسية من المرشحين ربما وصولا الى جعل بكركي تلعب دور عراب الرئيس العتيد اذا قيض للانتخابات ان تحصل . بذلك لم يكن غريبا ان يستنتج من هذه المواصفات انها تستبعد كل المرشحين الكبار من فريقي 14 آذار و8 آذار ومعهم أيضاً مرشحين وسطيين ومستقلين يتقدمون الصدارة راهنا .
ويلاحظ متابعون لموقف البطريرك انه في الوقت الذي يلح فيه على استعجال عقد الجلسة الانتخابية فان تحديده للمواصفات من شانه ان يزيد تعقيد الموقف قبل انعقاد الجلسة لانه سيثير على المستوى المسيحي اولا ومن ثم السياسي العام تاليا عملية خلط أوراق أشد غموضا مما هي قائمة حاليا . فيكف يمكن والحال هذه الوصول الى الجلسة الانتخابية بشرذمة كبيرة حيال المرشحين ؟ وأي نتائج تفضي اليها جلسة كهذه الا اذا كان المطلوب فقط عقد جلسة شكلية يتوافر فيها نصاب الثلثين ولا يتمكن اي مرشح من الفوز لا بالدورة الاولى ولا بالدورات التي تليها .
مفاد ذلك وفق هؤلاء المتابعين ان الاستحقاق الرئاسي لا يزال في مرحلة بعيدة تماماً عن اي حصر للمرشحين وتحديد للاتجاهات النهائية الحاسمة للمعركة الانتخابية ، هذا اذا سلمنا جدلا بتوافر الظروف الداخلية والخارجية لإجراء الانتخابات ضمن المهلة الدستورية . وإذا كانت بكركي تطمح الى فرض قواعد اللعبة أقله في حيز أساسي منها فهذا امر مرحب به من الجميع وطبيعي ولكن الواقع النظري والمبدئي شيء والواقع العملي والواقعي شيء اخر مختلف تماماً وهو ما تثبته التعقيدات المرشحة للتعاظم في قابل الاسابيع الفاصلة عن نهاية المهلة الدستورية .


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم