الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

بعد طول انتظار لديدان القز... صانع حرير سوري يحوّل منزله متحفاً!

المصدر: "AFP"
حسام محمد
بعد طول انتظار لديدان القز... صانع حرير سوري يحوّل منزله متحفاً!
بعد طول انتظار لديدان القز... صانع حرير سوري يحوّل منزله متحفاً!
A+ A-

أجبرت الحرب السورية صانع الحرير محمد سعود، عن التوقف عن ممارسة مهنته، منذ عام 2011، حين بدأت الأحداث السورية المريرة بالقرب من بلدته الواقعة في ريف مدينة حماه، والمعروفة باسم "دير ماما"، وذلك لغياب ديدان القز التي اعتاد وعائلته على تربيتها فوق أوراق التوت الذي كانوا يزرعونه، إضافة إلى عجزه عن تصريف الحرير الذي كان ينتجه.

وفي سبيل الحفاظ على المهنة التي تشتهر بها بلدة "دير ماما" بشكل خاص، حوّل محمد ذو الـ 65 عاماً، جزءاً كبيراً من منزله إلى متحف يعرض فيه مراحل إنتاج الحرير خطوة بخطوة، على أمل أن يحيي هذا المعرض شيئاً من المهنة الرائعة التي قتلتها الحرب.

ووفقاً لمحمد، فقد أصبح البقاء في هذه المهنة أمراً صعباً جداً، مشيراً إلى أنّ عدد العائلات السورية التي تمتهنها انخفض من 48 عائلة قبل الحرب، إلى 3 عائلات فقط، تعتبر عائلته واحدة منها، حيث يقول: "اليوم أقاتلُ وحيداً في بلدتي من أجل إبقائها على قيد الحياة".

وكان إنتاج سوريا من الحرير لعام 2010 بحسب تصريحات محمد أو أبو علي كما يناديه البعض، قراية الـ 3 أطنان، منها 35 كيلوغراماً من إنتاج عائلته، إلّا أنّ المشاكل التي واجهت المهنة أثناء الحرب، حالت دون استمرار الإنتاج، حيث تعتبر مشكلة تصريف هذه البضائع في قمة هرم المشكلات التي بات صانعو الحرير يواجهونها.

وفي هذا قال محمد: "كان اعتمادي الأساسي على السياح، فهم من يستطيعون تحمّل دفع ثمن الحرير"، مشيراً إلى أنّ ثمن الحرير لم يعد يناسب السوريين الذي يعانون من فقر شديد، بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية.

وعلى الرغم من أنه فتح أبواب متحفه مجاناً وعلّق لوحة كُتب عليها "أهلا بكم في معرض الحرير"، لكن أحداً لم يطرق الباب طيلة سنوات الحرب، الأمر الذي جعل شيئاً من اليأس يغلب عليه إلى حد ما، حيث قال لوكالة فرانس برس: "الحرفة أشبه برجل مريض كنا نأمل أن يتماثل للشفاء، لكن جاءت الحرب وأطلقت رصاصة الرحمة علينا قبل أن تطلقها على مهنتنا"، مضيفاً: "نحتاج يد السماء أن تمتد إلينا لتنقذ هذه المهنة".

بدورها تصر أمل زوجة محمد على أن تستمر في الحفاظ على ما تبقى من هذه المهنة، إذ لا تزال مستمرة في غزل بعض الأقمشة الحريرية، بينما تقول: "أغزل لأتسلى ولتبقى أصابعي طريّة، أخشى أن أنسى الحياكة مع مرور الوقت".

وتشير المرأة بحزن، إلى أنّ عائلتها لا تزال تزرع التوت قرب منزلها حتى يومنا هذا، إلّا أنّ هذا التوت لم يعد يحمل ديدان قز أبداً، قائلة: "وحدنا نحن الذين لا نزال نزرع التوت، لكننا هذه السنة أطعمنا ورقه للماعز بدل ديدان القز".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم