الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

مفاوضات الاتّحاد الأوروبي وبريطانيا: "التباينات هائلة والخلافات كبيرة"

المصدر: "أ ف ب"
مفاوضات الاتّحاد الأوروبي وبريطانيا: "التباينات هائلة والخلافات كبيرة"
مفاوضات الاتّحاد الأوروبي وبريطانيا: "التباينات هائلة والخلافات كبيرة"
A+ A-

أعلن المفاوض البريطاني ديفيد فروست، الخميس، أن "خلافات كبيرة" لا تزال قائمة بين #لندن و#الاتحاد_الأوروبي بشأن علاقاتهما في مرحلة ما بعد #بريكست، وذلك في ختام الأسبوع الأول من المفاوضات المباشرة بينهما منذ بدء أزمة فيروس كورونا المستجد.

وقال فروست في بيان إنه في حين كانت تلك المحادثات "مفيدة"، إلا أنها "سلطت الضوء على الخلافات الكبيرة التي لا تزال قائمة بيننا حول عدد من المسائل المهمة".

من جهته، اعتبر المفاوض الأوروبي ميشال بارنييه، الخميس، أن "تباينات هائلة" لا تزال قائمة بين لندن والاتحاد الأوروبي بشأن الاتفاق الذي سيحدد علاقاتهما المستقبلية، وذلك في ختام محادثات مكثفة.

وقال: "بعد أربعة أيام من المباحثات، لا يزال ثمة تباينات هائلة". لكنّه أضاف: "ما زلنا نعتقد أنه من الممكن التوصل إلى اتفاق، يكون لمصلحة الجميع"، وذلك في بيان صدر تزامناً مع بيان لنظيره البريطاني.

وقرر الطرفان تكثيف المفاوضات خلال الصيف بعد الشروع في الخروج من مرحلة العزل الصحي، بغية تجنب عدم التوصل إلى اتفاق، ما ستكون له تداعيات اقتصادية شديدة القسوة.

وستنعقد جولة المباحثات المقبلة الإثنين في لندن.

ويرغب رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون تحديد مدى إمكانية التوصل إلى اتفاق في شهر تموز، فيما يتطلع الأوروبيون الوصول إلى تلك المرحلة في شهر تشرين الأول.

ولا تزال الخلافات بين بروكسيل ولندن التي غادرت الاتحاد الأوروبي في 31 كانون الثاني، تدور حول مسائل مهمة على غرار تحديد عدد الاتفاقات، واحدا أو أكثر، والشروط التنافسية المنصفة فضلاً عن مسألة الصيد البحري.

مفاوضات مكثفة

وقد بدأ البريطانيون والأوروبيون، الاثنين، مفاوضات مكثفة تستمر خمسة أسابيع حول العلاقة بينهما في مرحلة ما بعد بريكست، على أمل تحقيق تقدم وتفادي عدم التوصل لاتفاق مع نهاية المرحلة الانتقالية أواخر العام.

وبدأت المفاوضات عند الساعة 11,00 بالتوقيت المحلي (09,00 ت غ) بلقاء جمع في بروكسيل كبير المفاوضين الأوروبيين ميشال بارنييه ونظيره البريطاني ديفيد فروست مفاوض الاتحاد الأوروبي، في أول اجتماع فعلي لهما منذ آذار.

ومن المقرر أن يعقبه طوال الأسبوع جلسات قصيرة، تجمع فرقا مصغرة، تتناول المواضيع التي تعتبر الأكثر إشكالية. ثم يجتمع المفاوضون كل أسبوع، بالتناوب بين لندن وبروكسل، حتى نهاية تموز/يوليو.

وكتب بارنييه في تغريدة: "سنتخذ أفضل خيار في محادثاتنا المكثفة خلال الأسابيع والأشهر المقبلة"، مؤكداً أن الاتحاد الأوروبي سيبقى "هادئاً وموحداً في مبادئه وقيمه".

ومن شأن تكثيف المناقشات للتوصل إلى اتفاق بين لندن وبروكسيل أن يعطي "زخما جديدا" للمفاوضات، بعد أربع جولات عرقلها تفشي فيروس كورونا المستجد ولم يسجل فيها تقدم يذكر.

واعتبر رئيس الوزراء بوريس جونسون أنه يمكن التوصل في تموز إلى اتفاق مع الاتحاد الأوروبي.

وشدد المتحدث باسم جونسون على أنه "لا يمكن أن تستمرّ هذه المحادثات إلى الأبد. علينا أن نضمن أن يكون بامكان الشركات التحضير بشكل صحيح لما سيحصل نهاية العام".

لكن هذا الاحتمال الطموح رفضه بلباقة الأوروبيون، المنشغلون حالياً بوضع خطة انعاش اقتصادي لمرحلة ما بعد فيروس كورونا المستجد، معتبرين أن شهر تشرين الأول هو "وقت الحقيقة" الفعلي بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

وأعلن بارنييه في مداخلة أمام مركز دراسات السياسة الأوروبية أن "هذا هو الوقت الذي يجب أن نكون مستعدين فيه لتقديم مسودة اتفاق (...) إذا أردنا المصادقة عليها قبل نهاية العام".

وستستمر المملكة المتحدة، التي خرجت من الاتحاد الأوروبي في 31 كانون الثاني، بتطبيق القواعد الأوروبية حتى 31 كانون الأول

- "غير واقعية" -

وفي حال لم يتم التوصل إلى اتفاق بحلول ذلك الوقت، فستطبق حصراً قواعد منظمة التجارة العالمية، مع الرسوم الجمركية المرتفعة والرقابة الجمركية الشديدة على التبادلات التجارية بين هؤلاء الشركاء. ومن شان ذلك إضعاف الاقتصادات الأوروبية المتضررة أصلا من فيروس كورونا المستجد.

ووعد بارنييه الذي ينتظر "إشارة" من البريطانيين هذا الأسبوع، بأن يكون "بنّاءً" و"خلاقا لإيجاد أرضية تفاهم مشتركة".

ورد نظيره البريطاني فروست في تغريدة "سنذهب إلى بروكسل متسلحين بحسن النية لأخذ مخاوف الاتحاد الأوروبي في الاعتبار".

وأضاف فروست، الذي عين مستشار الأمن القومي لجونسون الأحد بالإضافة لمهامه كمفاوض في بريكست "يجب أن تكون مفاوضات حقيقية ويجب أن تتغير بعض مواقف الاتحاد الأوروبي غير الواقعية".

ورفضت المفوضية الأوروبية الاثنين التعليق على هذا التعيين. وقال دانيال فيري، أحد المتحدثين باسمها، "من جهتنا، على الأقلّ نركّز بشكل كامل على المفاوضات".

وأشار مصدر قريب من الملف إلى أن "نحو عشرة أشخاص" على الأقل سيشاركون في المفاوضات هذا الأسبوع، "على مستوى سياسي أرفع من ذي قبل، للفصل في القرارات وبالتالي تحديد نقاط التفاهم".

وبين النقاط الخلافية الأساسية بين الطرفين، ضمانات المنافسة العادلة في المجال الضريبي والاجتماعي والبيئي، التي يطلبها الاتحاد الأوروبي على خلفية الخشية من صعود اقتصاد غير خاضع لقيود على أبوابه.

وحذرت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل السبت في مقابلة مع صحف أوروبية من أنه "إذا كانت المملكة المتحدة لا تريد إتباع قواعد مثل الأوروبيين بشأن البيئة أو سوق العمل أو المعايير الاجتماعية، فإن علاقاتنا ستفقد قوتها".

وقالت: "عليها، بالطبع، أن تتحمل بعد ذلك العواقب".

كذلك، يبحث المفاوضون هذا الأسبوع موقع محكمة العدل الأوروبية في الاتفاق المستقبلي، وإمكان وصول الصيادين الأوروبيين إلى المياه البريطانية، وكذلك شكل الاتفاق الذي قد يكون شاملاً يضم جميع مجالات العلاقة، بحسب رغبة الأوروبيين، أو مجرد اتفاق تجاري يشتمل على اتفاقيات صغيرة كما يطالب البريطانيون.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم