الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

ليس عندي للحيارى نجاة

المصدر: "النهار"
حسن عماد
ليس عندي للحيارى نجاة
ليس عندي للحيارى نجاة
A+ A-

في ذهول اللحظة الحمقاء

حيث ترفضنا الحقيقة

ونتوه في ميادين البكاء

حيث نخترع الحياة اختراعاً

حيث يحكمنا الغباء

***

الدروب دائرية

والأحاديث وجودٌ

لا هوية

والكلام في الحريق

لم يعد يقدر أن يطفئ

النيران في تلك القضية

والسكاكين اختراع الصمت في ذاك الفضاء

ههنا حيث يحكمنا الغباء

***

أن يكون الحلم موالاً بعيداً لا يطال

حيث نجثو في متاهات السؤال

باحثين عن حياة

ههنا يسألنا الله سؤالاً واحداً

ليس عندي للسكارى نجاة

ليس عندي للحيارى نجاة

ليس عندي للعطاشى أي ماء

ليس عندي للبطون الخاوية

إلا تصريح الخواء

***

الدروب دائرية

ومتاهات الأفكار أكثر فوضوية

والعيون شاخصة

كل يوم قبل أن نغفو

نُطلقُ رسَّن الخيال

هم يقولون:

لا يعود

فلتشدّوا حول رقبته الحبال

أي عُهرٍ وابتذال

ذلك الذي يُدربنا على أن نمشي من غير نعال

في فضاء التجربة

كي يقولوا: أن صوت الأحذية

قد يؤرق نومهم

هل ستصبح يا حذائي قنبلة؟

***

ويجيء الأمر من أرض غريبة

لوجوه لم تكن يوماً كئيبة

ربما اختار الله إليها الابتسام

ورمانا بالوجوه العابسة

ورمانا بالوجوه البائسة

هل سنتحفل بمولود جديد

فوق أرضي اليابسة

أي ذنب قد فعلت يا صغيري؟

هل يديك هزَّت العرش البعيد؟

هل خُلقت تبتدع عزف النشيد؟

هل لكمتَ الموتَ يوماً؟

حين قلتَ ما تريد؟

أي بؤس قد دعاك يا صغيري؟

***

الدروب دائرية

ونعاس الجفن قد ينهي القضية

حيث يحملك الفراش

نحو موت اللحظة الثكلى بمليون ضحية

ههنا ترتاح من عبء الخيال

لتدير وجهك نحو حائط غرفتك

مسدلاً باب حديدٍ للسؤال

ههنا الليل يخبِزُكَ

رغيفاً يشتهي وجه الصباح

يرتمي بين الأيادي الجائعة

يشتكي ظلم البَرِيَّة

فالدروب دائرية

لا بداية

لا نهاية

ههنا لبُ القضية.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم