الاحتجاجات متواصلة في عكار... قطع طرق وحرق واجهات مصارف (صور)

ما زالت الحركات الاحتجاجية العفوية التي انطلقت منذ ليل أمس في محافظة عكار، على اندفاعتها اليوم، والتي تسبب بها الارتفاع الجنوني لسعر صرف الدولار الاميركي على حساب الليرة اللبنانية وما تسبب به من تداعيات لا يمكن العائلات الفقيرة والمتوسطة الحال تحمّلها على صعيد ارتفاع اسعار المواد الغذائية والاستهلاكية الضرورية بما في ذلك اللحوم والاسماك والالبان والاجبان والخضار والفاكهة.

ونزل المحتجون الى الشوارع وبشكل غاضب في العديد من المناطق العكارية منذ ليل امس وهي مستمرة اليوم، فقطعت الطرقات الرئيسية في محافظة عكار بالاطارات المشتعلة والعوائق وحطّم عدد من اعمدة الانارة واستخدمت

لاقفال الطريق عند مستديرة ببنين-العبدة حيث تم ايضا تحطيم واحراق واجهات مصرفي الاعتماد اللبناني، والسوسيتيه جينرال واقتحامهما واحراقهما من الداخل.

كما تم قطع طريق العبدة -المنية عند جسر النهر البارد في بلدة المحمرة، وكذلك الطريق الدولية باتجاه سوريا عند مفترق بلدتي تلحياة والقليعات، وكذلك طريق العبدة - حلبا عن مفترقي بلدتي وادي الجاموس والحصنية، وطريق جبرايل تكريت عند مفترق بلدة رحبة.

واكد المحتجون على ان ثورة الجوع بدأت وكل الناس تم افقارها وهذا الامر لا يجوز الاستمرار به محملين الحكومة وكل الطبقة السياسية والمصرفية والمالية مسؤولية هذا الانهيار، ودعوا الى التغيير السريع ووقف التهريب ولجم الدولار وبقضاء مستقل لمحاكمة ومحاسبة الفاسدين واستعادة المال المنهوب وباجراء انتخابات نيابية مبكرة. وجدد المحتجون رفع شعار "كلن يعني كلن".

وفي هذا السياق، نظم المحتجون في ساحة اعتصام حلبا مسيرة وسط المدينة وعمدوا على إقفال العديد من المؤسسات الرسمية، المالية، العقارية، اوجيرو وكهرباء لبنان،مرددين هتافات الثورة ..

من جهة أخرى، اكد رئيس بلدية ببنين- العبدة الدكتور كفاح الكسار على دعم التحرك باتجاه الشارع بقوة مع المحافظة على الممتلكات العامة والخاصة وعدم التعرض للحريات الشخصية"، قائلاً: "التحرك لن يكون ضد الدولة فالدولة نحن جميعاً... لكننا ضد السلطة التي تقاعست عن القيام بواجبها لانقاذ بلادنا. ان التحرك هو اطلاق صرخة وجع ليسمعها اصدقاء لبنان من اجل المبادرة فورا الى انقاذه، فالصديق وقت الضيق .. واناشد كل الشرفاء والاحرار التحرك فورا وبقوة نحو الشارع ...ولتكن ثورة كرامة نابعة من خوف حقيقي على مستقبل اولادنا الذي نراه يسقط امام اعيننا ".

وختم الكسار :"في هذه اللحظات العصيبة والخطيرة من تاريخ وطننا لا بد من ترك الخطابات السياسية والوقوف جنبا الى جنب ككتلة بشرية موحدة من اقصى الشمال الى اقصى الجنوب من كل الطوائف من كل المذاهب من كل المناطق لنطلق صرخة واحدة يسمعها العالم بأسره ليتحرك اصدقاء لبنان في انقاذه".

ويشار الى ان العديد من المؤسسات التجارية قد اقفلت ابوابها اليوم تلبية لدعوة جمعية تجار عكار التي اذاعت بياناً تلاه رئيسها ابراهيم الضهر جاء فيه:

"مع تفاقم الوضع المعيشي لجهة ارتفاع الأسعار الجنوني من جراء تفلت سعر صرف الدولار في السوق السوداء، حيث وصل التداول به الى ما فوق الـ5500 ليرة للدولار الواحد وحرصاً منا على ديمومة المواطن وشعوراً منا بالضائقة التي تجتاح حياة المواطنين، تداعى التجار في محافظة عكار وقرروا إقفال أبواب المؤسسات، حفاظا على المواطن والتاجر إلى حين أن يعمد المسؤولون الى ايجاد آلية لتثبيت سعر الصرف من التفلت".

وحذرت من "استمرار الوضع على ما هو عليه اليوم من التفلت في سعر الصرف، مما يؤدي الى تفلت أمني لا تحمد عقباه"، مناشدة "فخامة رئيس الجمهورية ميشال عون ودولة رئيس مجلس النواب نبيه بري ودولة رئيس مجلس الوزراء حسان دياب إيجاد الآلية المناسبة لضبط سوق الصرف، بالتعاون مع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة المعني بضبط السوق".