الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

"فلندفن الحقد والثأر... اتركوا شعبي يعيش"

الرئيس أمين الجميّل
Bookmark
"فلندفن الحقد والثأر... اتركوا شعبي يعيش"
"فلندفن الحقد والثأر... اتركوا شعبي يعيش"
A+ A-
غسان تويني هو الغائب الحاضر الذي عاصر تاريخاً حافلاً فصار تاريخاً بذاته.خلّف إرثاً جذّبته ثقافتان عربية وغربية نحتتا عملاقيته كصحافي مستشرف، ومفكر سياسي طليعي، وأكاديمي حداثي، وديبلوماسي خلّاق. هو المدرّس الذي ألهم كبار أهل القلم في لبنان والعالم العربي، وهو الدارس الذي استلهم التراث الفكري العالمي برمته ليصقل ثقافة عقلانية لطالما استرشدت بعبارة للقديس يوحنا الدمشقي "إحلال القلب في العقل". هو اللبنانيّ في عروبته والعربيّ في لبنانيته. كان خصماً عنيداً للاستبداد ومدافعاً أكثر عناداً عن الحرية. هو الرجل الذي سخّر أدواره الكثيرة والكبيرة كما سخّر معبد الصحافة خدمة لقضيتة الأساسية: لبنان السيّد الحرّ الديموقراطيّ المستقل، المرتكز على التعايش الخلّاق بين أبنائه. كل هذه القامات اجتمعت في رجل واحد جعلته رجلاً استثنائياً وأسطورة في الإيمان أمام أصعب الجراح الشخصية والوطنية. مَن غير غسان تويني، يقدر أن يقف متكلماً في كاتدرائيّة القديس جاورجيوس أمام جثمان ابنه الذي سقط اغتيالاً ليقول: "فلندفن الحقد والثأر"، وكأنه يستكمل ما سبق له أن صرخ به أمام أكبر المحافل الدولية: "اتركوا شعبي يعيش"؟ بدا يومها كفارس... فارس لم يجبره حزنه على الترجل أو الانكسار.■ ■ ■لم أسقط سهواً أن غسان تويني شغل أكثر من مرة حقائب وزارية ومقعداً في البرلمان، بل تعمّدت عدم ذكر هذه المناصب لأنني أعلم كما يعلم كل من عرفوه أن شغف غسان لم يكن امتهان السياسة أو تبوّء منصب. شغف غسان...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم