الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

أرامكو السعودية تتوقع سنة صعبة مع تأثر إيرادات الربع الأول بفيروس كورونا

المصدر: "أ ف ب"
أرامكو السعودية تتوقع سنة صعبة مع تأثر إيرادات الربع الأول بفيروس كورونا
أرامكو السعودية تتوقع سنة صعبة مع تأثر إيرادات الربع الأول بفيروس كورونا
A+ A-

أعلنت شركة #أرامكو النفطية السعودية العملاقة الثلاثاء تراجع صافي أرباحها في الربع الأول من العام بنسبة 25 في المئة جرّاء انخفاض أسعار الخام، متوقّعة أن تؤثر أزمة كوفيد-19 على الطلب وعلى إيرادات العام الجاري.

وأُدرجت أرامكو في السوق المالية المحلية "تداول" في كانون الأول/ديسمبر الماضي بعدما باعت 1,5 في المئة من أسهمها، في أكبر عملية اكتتاب في التاريخ تراوحت بين 25,6 و29,44 مليار دولار.

وواجهت الشركة منذ ادراجها تحدّيات كبرى في الأسواق العالمية مع خسارة الخام نحو ثلثي قيمته في آذار الماضي فيما كان انتشار فيروس كورونا المستجد يتسبّب بإغلاقات وتوقف رحلات جوية وحظر تجول حول العالم.

وهبط النفط مجددا في نيسان وتراجع خام تكساس إلى المنطقة الحمراء للمرة الاولى في التاريخ بعدما اضطر المنتجون للدفع للمشترين للتخلص من كميات كبرى في ظل عدم وجود مواقع تخزين كافية.

وقال رئيس أرامكو أمين الناصر في تقرير حول أداء الشركة في الربع الأول إن "العالم بأسره لم يشهد أزمة تضاهي جائحة فیروس كورونا المستجد (كوفید-19)"، معتبرا أنه "یجب علينا أن نتكیف مع هذه التطورات شدیدة التعقید والمتغیرة بوتیرة سريعة".

وتتوقّع الشركة أن يؤثّر تراجع الطلب العالمي على الخام على ما تبقى من العام 2020.

وقال الناصر "بالنظر إلى الشهور المتبقية من عام 2020، نتوقع أن تؤثر جائحة كورونا على الطلب العالمي على الطاقة وأسعار النفط، ما سينعكس بدوره على إيرادات الشركة"، لكنه ذكر انه "على المدى البعيد، تظل الشركة واثقة من تنامي الطلب على الطاقة مع تعافي الاقتصادات العالمية".

- تحسين الانفاق -وقالت المجموعة إن صافي أرباحها بلغ 62,5 مليار ريال (16,66 مليار دولار) في الأشهر الثلاثة الأولى من السنة، مقارنة بـ22,2 مليار دولار في الفترة ذاتها من العام الماضي.

وأوضحت في تقرير أن أداء الربع الأول من عام 2020 تأثر بانخفاض حجم الطلب العالمي على الخام، ما أدى إلى تراجع أسعار النفط  "واستمرار الضغوط على هوامش أرباح التكرير والكیمیائیات".

وهبطت أسعار النفط إلى أدنى مستوياتها في عقدين في آذار الماضي، بعدما خسرت نحو ثلثي قيمتها على خلفية الطلب الضعيف جراء إجراءات الإغلاق المرتبطة بفيروس كورونا المستجد. 

وتراجعت الأسعار مجددا في نيسان في خضم حرب أسعار بين السعودية وروسيا لتأمين أكبر حصة في السوق قبل أن تتوصّل الدول المنتجة لاتفاق لخفض الإنتاج بنحو 9,7 ملايين برميل بهدف محاولة تحقيق التوازن بين العرض والطلب في السوق لرفع الأسعار.

ووصل إنتاج السعودية خلال حرب الأسعار إلى مستوى 12,3 مليون برميل وهو مستوى قياسي، قبل أن يتراجع إلى 8,5 في أيار الحالي بفعل اتفاق خفض الانتاج. 

وتخطط المملكة لخفض الإنتاج مجددا في حزيران ليصل إلى 7,5 ملايين برميل يوميا وهو الأدنى منذ نحو عقدين، في محاولة لرفع الأسعار عبر التخفيف من الضغط على المخزونات في مرحلة من الطلب الضعيف، حسبما أعلنت وزارة الطاقة الاثنين.

وبلغ معدل الإنتاج اليومي في الأشهر الثلاثة الاولى من العام الحالي 9,7 ملايين برميل بموجب اتفاق سابق لخفض الانتاج انتهت مدته مع بداية نيسان.

وسجلت جميع شركات النفط الكبرى تقريبا خسائر في الربع الاول من 2020، لكن أرامكو ترتكز على كلفة الانتاج المنخفضة لتحقيق الأرباح.

ورغم ذلك قالت المجموعة إنها نفّذت "تدابیر إضافیة لتحسین الإنفاق مما أدى إلى خفض النفقات الرأسمالیة المتوقعة لعام 2020".

وتتوقع أن یتراوح حجم نفقاتها الرأسمالیة عن العام المالي 2020 ما بین 25 و30 ملیار دولار مقارنة مع 32,8 مليار دولار في العام 2019.

- تراجع القيمة -قفز سعر سهم أرامكو مع بداية إدراجها بنسبة 10 في المئة، ثم واصل ارتفاعه قبل أن ينخفض في الأسابيع الاخيرة متأثرا بتراجع الطلب ويهبط إلى ما دون سعر الادراج وهو 32 ريال. 

وبلغ سعر السهم مع بداية تعاملات الثلثاء 31,05 ريال أي أقل بنسبة 3 في المئة عن سعر الادراج. وتبلغ قيمة الشركة حاليا 1,66 تريليون دولار وهو أقل بكثير من مستوى 2 تريليون دولار الذي كان يطمح إليه ولي العهد الشاب الأمير محمد بن سلمان، الحاكم الفعلي للمملكة.

والاكتتاب العام لأكثر شركة تحقيقا للأرباح على مستوى العالم، هو حجر الزاوية في برنامج الإصلاح الاقتصادي لولي العهد المسمّى "رؤية 2030" والذي يسعى إلى استقطاب عشرات مليارات الدولارات لتمويل مشاريع ضخمة بهدف تنويع الاقتصاد المرتهن للنفط.

ومنذ بدء إنتاجها النفطي في العام 1938 عندما تم اكتشاف الذهب الأسود بكميات تجارية من "بئر الخير"، حققت شركة النفط العملاقة أرامكو ثروات تفوق الخيال للمملكة الصحراوية.

ونمت الشركة منذ تأسيسها في الظهران لتصبح أكبر شركة طاقة وأكثرها ربحية في العالم حيث أنها توفر 10 في المئة من إمدادات النفط عالميا وتعود على المملكة المحافظة بتريليونات الدولارات. 

لكن تراجع الطلب وهبوط الأسعار بدأ يلقي بظلاله على الاقتصاد السعودي، الأكبر في المنطقة العربية، خصوصا في ظل تعليق المملكة أداء مناسك العمرة التي تدرّ عليها ملايين الدولارات سنويا، ووقف الرحلات الجوية وفرض حظر تجول في بعض المناطق.

وقرّرت المملكة الاثنين رفع نسبة ضريبة القيمة المضافة من 5 إلى 15 في المئة وإيقاف بدل غلاء المعيشة وذلك في إطار تدابير تقشفية جديدة فرضتها إجراءات الحد من انتشار الفيروس.

والعام الماضي أعلنت أرامكو عن تراجع أرباحها بنسبة 20,6 في المئة لتصل إلى 88,2 مليار دولار بسبب انخفاض أسعار الخام ومستويات الإنتاج.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم