الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

فرنسا تخرج من الإغلاق تدريجياً... المدارس تعود وأهالٍ مترددون

المصدر: "النهار"
باريس - سمير تويني
فرنسا تخرج من الإغلاق تدريجياً... المدارس تعود وأهالٍ مترددون
فرنسا تخرج من الإغلاق تدريجياً... المدارس تعود وأهالٍ مترددون
A+ A-

تعود الحياة بشكل شبه طبيعي الى فرنسا ابتداء من نهار الاثنين ١١ ايار بعد ان امضى الكثير من السكان حجر صحي دام حوالي شهرين تقريبا. فما هو برنامج العودة واهم ما جاء فيه بالنسبة للتلاميذ الذين يعودون الى صفوفهم ابتداء من نهار الثلثاء القادم؟

قدّم رئيس الوزراء الفرنسي يحوط به الوزراء المختصون برنامج خروج الفرنسيين من الحظر وعودة التلاميذ الى مدارسهم والمعلومات الضرورية حول الترتيبات العملية لعودة ١٢ مليون طالب فرنسي الى صفوفهم نهار الثلثاء في ١٢ ايار، بعد اقامتهم بالحجر الصحي شهرين تقريبا، ابتداء من ١٦ اذار الماضي، شرط ان تكون المؤشرات المرتبطة بانتشار وباء الكورونا فيروس جيدة وتتيح هذه العودة وفق ما اوصى به المجلس العلمي الفرنسي الذي كان فضّل العودة الى الفصل الدراسي ابتداء من شهر ايلول القادم بناء على المسار الصحي.

 غير ان الحكومة اخذت بعين الاعتبار عند اتخاذ قرارها المجال الاجتماعي والاقتصادي وعودة التلاميذ لحتمية تعليمية وعدالة اجتماعية. فالعديد من اطفال الطبقات الفقيرة لم يكن بامكانهم متابعة تحصيلهم بواسطة التواصل على الانترنت، كما وان عودة تلاميذ الصفوف الابتدائية ضرورية للسماح لاهلهم بالعودة الى اعمالهم.

 وكان وزير التربية جان ميشال بلانكر قد حدد سابقا ان شهادتي الباكالوريا والبريفيه ستمنحان للطلاب على اساس المراقبة المستمرة وحضور الطلاب المادي في كلياتهم حتى الرابع من تموز المقبل نهاية العام الدراسي.

 وعودة التلاميذ في ١٢ ايار هي على اساس طوعي في جميع انحاء الاقاليم الفرنسية فيعاد فتح الحضانة تدريجيا في مجموعة من ١٠ اطفال اما تلاميذ الصفوف الابتدائية والثانوية ففي مجموعة من ١٥ تلميذاً. وسيعود تلاميذ الابتدائي بشكل تدريجي الى مدارسهم في ١٢ ايار بعد عودة اساتذتهم في ١١ ايار لتنظيم عملية استقبالهم.

 وسيعود طلاب المرحلة الابتدائية وروضة الاطفال في مجموعات متناوبة صغيرة بين الثلثاء والخميس، وهناك تعليمات صارمة يجب احترامها ويعود على المسؤولين في المدارس التقيد بها لأن هناك مخاوف من شرارة عودة الوباء انطلاقا من المدارس. كما وان العديد من المدارس الخاصة لن تفتح ابوابها الاسبوع القادم  وقد اجلته اسبوعا اخر.

 وقد رفض العديد من عمدة المدن الفرنسية والمعلمين العودة الى المدرسة واتباع الخطة التي وضعتها الحكومة، ويتردد عدد من الاباء او حتى هناك العديد منهم يرفضن عودة اطفالهم الى المدرسة. فدعا الرئيس ايمانويل ماكرون ورئيس الوزراء ادوار فيليب الى المرونة في التعامل مع الرافضين.

 في ١٨ ايار ستفتح الكليات تدريجيا والصفوف ابتداء من السادس والخامس على سبيل الاولوية في مناطق حيث ينتشر الوباء بشكل ضعيف للغاية.

 ويتخذ قرار باعادة فتح المدارس الثانوية في بقية المناطق او امكانية اقفالها حتى ايلول القادم في اوائل حزيران القادم.

 في اول حزيران سيعاد الفتح بشكل تدريجي محتمل للمدارس المهنية.

 وحدد الرابع من تموز كموعد لبدء العطلة الصيفية للمدارس الثانوية وهذا التاريخ له تأثير للحصول على شهادة البكالوريا والبريفيه فيما يتعلق بالحضور اللازامي للطلاب لتحصيل شهادتهم.

 وسيعاد فتح المدارس للعام الدراسي  ٢٠٢٠ /٢٠٢١  في اول ايلول القادم.  كما وان مؤسسات التعليم العالي التي ستبقى مقفلة سيعاد فتحها ابتداء من هذا التاريخ.

 وتؤثر هذه التطورات على ١٢،٤ مليون تلميذ وطالب في فرنسا وعلى ٨٧١ الف معلم فضلا عن اهل هؤلاء.

 ووزع نهار الجمعة الماضي كراس من ٦٧ صفحة على المدارس يحتوي على ارشادات حول كيفية استقبال التلاميذ واحترام المسافات بين كل تلميذ كما بتنظيف المدارس وتعقيمها وتنقل التلاميذ في داخلها على ان يضع الاساتذة  كمامات للوقاية. 

 ويترافق فتح المدارس مع عودة الحياة بشكل شبه طبيعي فتفتح المراكز الشرائية باستثناء  في باريس وجوارها حتى اشعار اخر.

 وستفتح جميع المحلات ويعود اصحاب المهن الحرة الى اعمالهم ابتداء من نهار الاثنين القادم وستفتح المصانع ابوابها من جديد امام جميع عمالها.

 كما سيتم في المناطق الامنة حيث الوباء خفيف الانتشار فتح دور العبادة ويمكن حصول تجمعات لا تتعدى ٣٠ شخصا.

 غير ان المطاعم ودور السينما والملاهي  ما زالت مقفلة حتى اشعار اخر.

 ولم تحددالحكومة ترتيبات خاصة بالنسبة الى استخدام المسافرين الطائرات. وقد اشار ادوار فيليب الى ان السفر خارج الاراضي الفرنسية محظور حتى اشعار اخر كما وان الدخول اليها من خارج حدود شينغن محظور ايضا والقادمون قد يمضون اسبوعين في الحجر الصحي.

 وحذّر رئيس الوزراء الفرنسي من ان  اعادة انتشار الوباء قد تؤدي في بعض المناطق الى اعادة تطبيق حجر صحي كما كان الوضع قبل ١١ ايار او اتخاذ اجراءات متشددة.

 وتعود الحركة اذا بشكل طبيعي في اكثرية المناطق الفرنسية نهار الاثنين في ١١ ايار غير انه ما زالت بعض القيود ومنها عدم امكانية الابتعاد عن مركز السكن اكثر من مئة كيلومتر سوى لاسباب محددة.

 ولم يبت حتى الان مصير العطلة الصيفية وكيفية تنقل الفرنسيين خلالها.

 كما تم اتخاذ ترتيبات صارمة لتأمين سلامة النقل العام الذي قد يشكّل العامل الرئيسي لعودة انتشار الوباء في حال عدم تقيّد مستخدميه بشروط وتعليمات لسلامتهم كوضع الكمامات.

 الأسبوعان المقبلان هامان جدا اذ ان السلطات الفرنسية ستتابع بشكل دقيق كيفية تفشي الوباء بعد ان فكت الحجر الصحي. فالاراء ما زالت تتعارض بين من كان يؤيد الاستمرار بالحجر ومن كان يدعو الى عودة الحياة الى حالتها الطبيعية.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم