السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

انطلاق العمل في حفرة العلوم في مون ميشال شمالاً وإنجاز مبنيي كلّيتي الفنون والهندسة في المجمّع

طلال خوجة
A+ A-

يسير مشروع الكليات في مجمع المون ميشال في الشمال التابع للجامعة اللبنانية على طريق انجاز مبنيي الفنون والهندسة، فيما انطلق العمل في حفرة كلية العلوم، على رغم الصعوبات. وقد شكل ضغط اللجان عاملاً أساسياً في دفع العمل بعد تأمين التمويل اللازم. لكن ذلك يطرح الكثير من القضايا عن طرق إدارة ملف المجمعات وإنجازها بعدما تضخمت الأمور، ولم يعد في الإمكان إدارتها مركزياً بلا مجلس جامعة.


بدأ العمل أخيراً في حفرة كلية العلوم التي حفرت في 2007 في مجمع المون ميشال للجامعة اللبنانية شمالاً، ضمن شعار "العلوم أولاً"، وذلك على رغم المناقصة التي فضّت في 2010 ولم تلزّم نتيجة نقص الأموال والإرادة وبسبب توقف باريس 3، كما توقف كل شيء تقريبا منذ إسقاط حكومة سعد الحريري، حدث ذلك بعد نضال مرير خاضته لجنة من العلوم بالتعاون مع لجنة المتابعة ما تطلب عشرات اللقاءات والاجتماعات والمناورات والقرارات. وشارك معنا فيه أيوب إذ أعارنا مشكوراً جزءاً من صبره. وقد اضطرت الشركة الملزمة لقضاء شهور منذ 1/1/ 2013 في ردم الفراغات ومن ثم بدأت بأعمال الباطون والحديد والتي نأمل في أن تخرجنا من الحفرة قريباً، علما أن الالتزام يتضمن مضخة مياه للمجمع وموقفاً للسيارات.
وفي موازاة ذلك، جرى تقدم نسبي في مبنيي الفنون والهندسة واللذين تنفذهما شركة تركية طالها تعثر مالي وإداري ما أخرها عن التزام تسليم المباني في الوقت المحدد، وكنا نأمل في ان تبدأ الأعمال الأكاديمية في السنة الدراسية الحالية 2013 - 2014 ونأمل حاليا في أن نبدأ في السنة المقبلة.
وتجدر الإشارة الى أن مشروع مبنى كلية الصحة الواقع بين العلوم والهندسة والمكمل للنصف العلمي للمجمع ينتظر الحكومة والبرلمان منذ ما قبل استقالة الحكومة السابقة بكثير لقبول قرض بنك التنمية الإسلامي الموزع على الصحة وعلى كليتين تتقاسمهما زحلة والفنار، علما أن الكلية تشغل بالايجار جزءاً من مبنى مستشفى طرابلس البائس والمهجور. أما مباني الآداب والحقوق والعلوم الاجتماعية وإدارة الأعمال، فلم تشهد ولو تقدماً كلامياً، علما أن دراساتها حصلت مع الكليات الأربع منذ سنوات طويلة، كما أن بنك التنمية الإسلامي يعرض إقراض ثلاث كليات سنويا في طرابلس والفنار والبقاع.
لا تقدم للأسف في موضوع مبنى كلية الزراعة في عكار ولا مبنى كلية السياحة ولا يوجد حتى دراسات من "لاسيكو" لأنه لم تصدر قرارات تنظيمية بسبب ممانعة رئيس الجامعة ووزير التربية آنذاك، على رغم حماس وتشجيع الرئيس الشهيد رفيق الحريري وموافقة الرئيس اميل لحود، ولم يكلف أحد من المسؤولين نفسه عناء متابعة ذلك في كل الحكومات المتعاقبة، بما فيها الحكومة السوبر طرابلسية، علماً أن بناء مركز التكنولوجيا أصبح ضرورة ماسة للمجمع كما للاقتصاد، ذلك أن طرابلس يمكن أن تؤدي دورا في (soft technology) خصوصاً مع وجود مخارج الألياف البحرية فيها. فهل يشكل إطلاق الحكومة الجديدة فرصة إخراج هذه القضايا من العتمة.
كذلك يجب متابعة قضايا الطرق، الدائرية خصوصا، والتي هي حاجة لكل الشماليين كما للمجمع، ويجب توسيع وترتيب منطقة البحصاص وحسم اللغط حول الحاجة لجسر، خصوصا أن الاستملاكات مدفوعة. كما يجب البدء بتنفيذ محطة البحصاص للكهرباء، فهل نشهد تحركا جديا من مجلس الإنماء والإعمار الذي يرأسه طرابلسي أباً عن جد.
ونأمل في أن يتم تحفيز المجتمع المدني والأكاديمي وحتى السياسي (علماً أن السياسيين غير معروف عنهم ولعهم بالإنماء) للعمل من أجل استكمال هذا المشروع الكبير بوظائفه المتعددة، فضلا عن وظيفته الأكاديمية الأصلية، ذلك أنه يعيد ثقة الناس من كل المناطق والأطياف بالجامعة اللبنانية والتي خسرت جزءاً من رصيدها بسبب موقعها أولا وبسبب واقعها ثانياً، وبسبب المركزية الشديدة ثالثاً، علما أن المركز بات يعاني أصلاً من ثقل مهمة إدارة جامعة التي ما فتئت تكبر وتتوسع من دون أي إعادة نظر تنظيمية، وبظروف سياسية سيئة للغاية وفي ظل سيادة المحاصصة والفئوية، وما يمكن أن يرافقها من فساد وهدر بما فيها هدر الطاقات الهائلة التي تختزنها الجامعة اللبنانية، وليس سرا بأننا نناقش المستقبل التنظيمي لفروعنا بما فيها طرح امكان استقلالها في موازاة معركة استكمال البناء الجامعي في المون ميشال، ذلك أنه لا أمل لتقدم فروعنا وربما لصمودها في واقعها الراهن.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم