الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

بطاقة بريدية عن لبنان

نهى باز
Bookmark
بطاقة بريدية عن لبنان
بطاقة بريدية عن لبنان
A+ A-
في لبنان حيث تطغى المرارة والسوداوية منذ بضعة أشهر على فرح العيش، أخطّ هذه السطور من حديقة منزلٍ هادئ تغمره أشعة الشمس حيث يُكتَب تاريخ البلاد في أثلام أرضٍ خصبة وسخيّة ويُرسَم على الجدران.أكتب إليكم من حوش الغنم.إنه عشقٌ من النظرة الأولى تملّكني منذ وطأت قدماي أول مرة أرض دارٍ عائلية في قرية حوش الغنم، وقد تحوّل المكان محطةً يتجدّد لقائي بها باستمرار، وفي حناياه يتجاوز المرء مختلف أشكال الرداءة التي تحيط بنا. المكوث لبضعة أيام في هذا الملاذ الغارق في السكينة والهدوء، على سجادة منسوجة من ألف لونٍ ولون، يُعيدنا فوراً إلى جوهر الأشياء. نسيم هواءٍ ربيعي وسط رمادية العالم الذي نعيش فيه، وكثيرٌ من الأمل.في حوش الغنم تستيقظون على صياح الديك، وتغفون على نقيق الضفادع وكأنه أغنية عذبة تُهدهكم مساءً وتتمنى لكم ليلة سعيدة.لا وجود لشاشات التلفزة هنا، تمرّ الأيام على إيقاع الفصول والمواسم، وتحمل معها لحظات حافلة بالروعة والدهشة على مدار الساعة.في الصباح، يتوقّف الزمن عند رقصة الزعتر. تتزاوج أوراق الزعتر المجففة شيئاً فشيئاً مع السماق والسمسم. يتحلق أبناء القرية، صغاراً وكباراً، لضرب الزعتر بالمدقّة ثم نخله وخلط الألوان قبل أن يملأوا أوعيتهم بالزعتر المطحون. ويترافق هذا التقليد على مر المواسم مع محترفات لتحضير المربيات وماء الزهر والزهورات المصنوعة من نبات الفرفين والخزامى والقويصة والبيلسان. سوف تتعرفون حكماً على مختلف هذه الأصناف وتُقدّرون مذاقها اللذيذ. هناك تلتقون الشاب فيصل صعب...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم