"نشر غسيل" الأسد- مخلوف... تصفية حسابات وخلاف على النفوذ

حتى وقت قريب كان الحديث عن خلاف بين الاسد ومخلوف يدرج في إطار الشائعات والمستحيلات، وخصوصاً أن مخلوف كان لأكثر من عقدين من الزمن، أقوى أجنحة النخبة الضيقة الحاكمة في البلاد و"الخزان المالي" للعائلة، وخصوصاً بعدما صار المستفيد الرئيسي من "الليبرالية" الاقتصادية التي أطلقها عهد بشار الأسد، وبنى إمبراطورية حقيقية، وكان يسعى إلى تحقيق مصلحته الخاصة من خلال احتكار "خصخصة" المؤسسات العامة، والاستثمار في المصارف "الخاصة" الجديدة. كما امتلك حصة كبيرة في شركة "سيرياتل" الخاصة للاتصالات.ومع ثروة تقدر بمليارات الدولارات، صار مخلوف الممول الرئيسي للمليشيات الموالية للأسد والتي كان لها دور حاسم في قمع الثورة السورية، ودعم بسخاء النشاطات الخيرية الخاصة بزوجة الرئيس أسماء الأسد، وخصوصاً من خلال جمعيته "البستان".ولكن الأنباء عن خلافات بين ركني العائلة الحاكمة، بدأت تتوالى مع صعود مستفيدين جدد من الحرب في الدائرة المقربة من الأسد، الأمر الذي أدى منذ سنة 2018 إلى ظهور توترات ملموسة بشكل متزايد بين الأسد وابن خاله. وفي آب الماضي، تداولت صفحات ومواقع سورية معارضة أنباء عن وضع مخلوف، قيد الإقامة الجبرية، إلى حين إنهاء صلته بكافة ممتلكاته.وأرجع بعض التقارير هذا الإجراء في حق مخلوف إلى رفضه تأمين مبلغ ملياري دولار طلبه الأسد بحجة عدم امتلاكه سيولة كافية، مما دفع مكتب "أمن القصر الجمهوري الخاص" إلى إحضار جميع المدراء العاملين بشركات رامي مخلوف، للتحقق من دفاتر حساباتهم.ومذذاك، وردت تقارير عدة عن وضع جزء من أصول مخلوف تحت الحراسة القضائية. والشهر الماضي، أورد موقع "سناك سوريا" نص قرار لوزارة المال السورية يقضي بحجز أموال شركة "آبار بتروليوم سيرفيس" المسجّلة في بيروت، والتي تعمل في صفقات نقل الوقود والمواد النفطية، وقد ورد اسمها في قائمة العقوبات الأميركية. وحسب القرار، فإن الحجز الاحتياطي جاء ضمانا لحقوق خزينة الدولة من الرسوم والغرامات المتوجبة في قضية تعود لعام 2019. ووصلت الحرب بين النظام السوري ومخلوف إلى مصر التي صادرت الشهر...