الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

إنقاذ باللكمات القاضية

المصدر: "النهار"
سمير عطاالله
Bookmark
إنقاذ باللكمات القاضية
إنقاذ باللكمات القاضية
A+ A-
"في غياب المبادىء المشتركة، لا فائدة من النقاش".كونفوشيوسدهمتنا النوائب دفعة واحدة. ونون الجمع هنا تعني الجميع: البلد والأمة، وهذا الكون القائم على ساقين من صلصال بين الثلاثة، كنا الأكثر زيفاً وهزالاً، وكان موعدنا مع الخراب قد حان، بعد تأجيلات فارغة ووعود لا يصدقها احد. كورونا مجرد تحريك.كل يوم يمضي نكتشف هول الآثار، وطناً وامّة وعالماً. عالم بلا قيادة وسفينة بلا قبطان، وسلوك لا أخلاقي يلفّ الكون، إلا من بضعة نماذج ماسية مثل جاسيندا اردرن في نيوزيلندا، على اطراف الكوكب. وما عدا ذلك سارعت الشركات والمؤسسات الى رمي الموظفين والعمال، من الأبواب والنوافذ، وطلب الملايين من الاميركيين المعونة الاجتماعية، فيما اصبح المشهد السائد على نشرات الأخبار عندنا، صور الكراتين والوجبات المعيلة، واكثر الصور ذلاً وحزناً منذ 1920.العنصر الأكثر سطوعاً في بانورامية المنظر هو انفضاح الحس البشري. الرأسمالية تترك العجزة للموت في بيوت المسنين، ونيويورك المنهكة تأمر المسعفين بتجاهل مرضى القلب. لا مكان إلا لمصابي الخانقة. الرأسمالية تتناثر في مهب الاعصار. وألوف المليارات تفر مذعورة امام جرثومة شريرة، ولا يعود يوصف ما يحدث إلاّ بالرؤية التوراتية.فاجأنا كورونا ونحن عراة، وأعادنا الى بيوتنا مثل طفل معاقَب، ووضع كبار العلماء امام امتحان غير مقرر في البرنامج، أو في المنهج. ولا جواب صحيحاً. لا شيء ينفع. لا عقاقير ابن سينا ولا جبر الخوارزمي أو ارقام ستيف جوبس. جرثومة تتبختر في هذا العالم مثل رصيفية، مفتخرة بما تعرض. المشكلة عند غيرها.كوطن ومنطقة، كان العرب أسرع وأشمل. ثلاثون عاماً من تراكم الصفقات والتواطؤات، وشراكة الضمائر الميتة وُضعت فجأة امام سلسلة من الاستحقاقات غير القابلة العري للمزيد من الاغطية والملاحف. كل فريق يريد الخروج ومعه حصته من دون دفع اي ثمن. ولما اشتد الطلب على اي حل، تم فوراً...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم