الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

رمضان على الأبواب... السجالات حول الصوم تتصاعد بمصر

المصدر: "النهار"
القاهرة - ياسر خليل
رمضان على الأبواب... السجالات حول الصوم تتصاعد بمصر
رمضان على الأبواب... السجالات حول الصوم تتصاعد بمصر
A+ A-
وممّا ساهم في ذلك التصعيد، التصريحات التي أدلى بها الدكتور سعد الدين الهلالي أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، أخيراً، وكذلك الآراء التي طرحها الأديب والمفكر الدكتور يوسف زيدان قبل أيام قليلة.

وكانت المؤسسات الدينية الرسمية، أعلنت ما مفاده أنّ لا علاقة بين صوم رمضان وفيروس كرونا، ومن ثم لا يجوز الإفطار إلا لمن أباح له الشرع ذلك. واعتمدت آراء المؤسسات الدينية على لجان ضمت أطباء تم اختيارهم يعملون في تخصصات متباينة.

وجاءت هذه الخطوة بعد انتشار أحاديث على مواقع التواصل الاجتماعي تقول بأن الصيام والتوقف عن شرب المياه لساعات طويلة قد يسهل الإصابة بفيروس كورونا.

"الله يخاطب الإنسان"

قال الهلالي في مداخلة هاتفية مع الإعلامي عمرو أديب في برنامجه "الحكاية" على قناة "MBC مصر": "إن صوم رمضان لا علاقة له بشرب السوائل أو بالمناعة. صوم رمضان له علاقة بالتكليف الشخصي وقدرة الإنسان على الصوم أو خوفه منه".

وأضاف أستاذ الفقه المقارن: "إن هذا تعبير فقهي وليس تعبيراً من عندي. ما هو ذلك التعبير: إنه المرض أو الخوف من المرض أو الخوف من الصوم (في إشارة إلى أنه أمر يتعلق بالتقدير الشخصي للإنسان). إجعلْ كل أهل الأرض يقولون لي اطمأن يا سعد. وسعد ليس مطمئناً. كلمة من تمشي عند الله عز وجل؟ كلمة سعد هي التي تُقبل عند الله عز وجل، لأن سعداً ينوي علاقته مع الله، وهو خائف ولا يقدر (على الصوم)".

"ربنا يقول لا يكلف الله نفساً إلا وسعها، ويقول: وما جعل عليكم في الدين من حرج. إن الله يخاطب الإنسان، ولا يخاطب المجموعة كي تحكم على الإنسان، كل إنسان يحكم على نفسه"، يوضح الهلالي.

وما يجعل تصريحات أستاذ الفقه المقارن مؤثرة في قطاعات متزايدة من المواطنين، خاصة الشباب، هو عرضه للآراء المتنوعة في الفقه الإسلامي، وتأكيده على أن كل إنسان مسؤول أمام الله عن اختياره من بين تلك الآراء، وكذلك رفضه الصريح لوصاية رجال الدين على الناس، وهو كثيراً ما يضعه في مواجهة مع المؤسسات الدينية التي عهدت على تقديم آرائها على أنها الحُكم الذي أنزله الله، ويجب الالتزام به وإلا كان المسلم آثماً.


"لا صوم ولا جماع"

وقال الدكتور يوسف زيدان في حواره الأسبوعي مع الإعلامي وائل الإبراشي، في برنامج "التاسعة" بالقناة الأولى في التلفزيون المصري، يوم الأربعاء: "إن العلماء المسلمين ممن لا يُشك في عقيدتهم قالوا بتجنب الصوم والجماع في زمن الوباء".

ورفض زيدان تدخل المؤسسات الدينية في أمور الطب، وقال: "لا يوجد في الإسلام مؤسسة رسمية، أنا أستاذ فلسفة إسلامية وأنا عمري 39 عاماً، وهذا يعني أنني أعرف بنية الدين الإسلامي جيداً، لا توجد كلمة مؤسسة على الإطلاق، ولا توجد آية في القرآن ولا السنّة النبوية تقول إن هناك شيئاً اسمه مؤسسة دينية".

وطالب زيدان رجال الدين بأن "يجلسوا في بيوتهم حتى تنتهي الأزمة حتى لا نضيع جميعاً"، مشيراً إلى أن النبي قال: "أنتم أعلم بشؤون دنياكم، ومن ثم يجب أن نسأل الأطباء في شأن كورونا وليس المشايخ".

هجوم وتشكيك

وأثارت تصريحات زيدان والهلالي موجة غضب عارمة في أوساط رجال الدين، وفجرت انتقادات وملاسنات وتشكيكاً في نيتهما على مواقع التواصل الاجتماعي وعبر وسائل الإعلام المحلية، كما هاجمهما أعضاء في اللجنة الدينية في البرلمان المصري، وهي لجنة تضم في معظمها أساتذة بجامعة الأزهر ومقربين من التيار السلفي.

وطالب النائب عمرو حمروش، أمين سر اللجنة والأستاذ بجامعة الأزهر في تصريحات إعلامية، اليوم الاثنين، بتطبيق "قانون تنظيم الفتوى العامة حتى تتم محاسبة من يخالفه". وشهد القانون تعثراً بعد مشاحنات بين الأزهر ودار الإفتاء على من تؤول إليه مسؤولية الفتوى.

ووصفت الدكتورة إلهام شاهين، أستاذة العقيدة بجامعة الأزهر، تصريحات الهلالي بأنها "مثيرة للجدل... وتحمل كثيراً من التلبيس على الناس، ويدعوهم فيها لمطاوعة هوى النفس واتّباع الوسواس في أمر صوم شهر رمضان خوفاً من الإصابة بفيروس كورونا رغم تصريحات الأطباء من المتخصصين بأن الصوم لا علاقة له بالفيروس".


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم