الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

العزلة في رفقة الخوف

سمير عطاالله
Bookmark
العزلة في رفقة الخوف
العزلة في رفقة الخوف
A+ A-
حُظِرت على الناس الكنائس والمساجد، في اقصى حالات الخوف التي يلجأ فيها البشر إلى ملاذ الجماعة، غير مكتفين بتضرعات العزلة وصلاة الفرد. والخوف ميراث قديم في البشر عرفوه في مظاهر البدائية، كالخوف من غضبات الطبيعة، أو جنونها، أو خروجها على مألوفها فتُفسد المواسم المعتادة، وتعقم الحقول وتيبس الخضرة والخصب.وفي البدايات رسمت الكنيسة صورة الخوف المطلق، وهددت العائبين بالجحيم، وشددت العقاب على المجرمين ومخالفي الوصايا. ومن ثم اعادت النظر في تعاليم المسيح وشخصه ورأفته حوالى القرن الثاني عشر، فكان المطهر، حيث يتطهر الخاطىء من معاصيه، وبعدها يستحق استكمال الطريق الى الفردوس.لكن الخوف، أو النهي لم يتوقف. وقد عملت به الدول غير الدينية، ومن ثم العلمانية. وظهر تحت مسلك اشد رعباً مع الثورة الفرنسية وروبسبير وثيابه الزاهية والمزركشة، الى ان اصبح مع ستالين الفقرة الأولى من النظام، والشكل الأخير من الدستور.وهكذا، انقسم العالم قسمين، واحد يخاف الديكتاتور ورجاله، وواحد يخاف القانون، وينتسب الى فكرة الحوار والديموقراطية التي تطورت من افلاطون إلى نهايات القرن الماضي، عندما أدت نوافذ البيريسترويكا الى سقوط نظام الرجل الواحد، و"الدركتوار" (القيادة) التي ظهرت في الثورة الفرنسية.لكن الخوف، بدرجاته وأشكاله، ظل البند الأول في القاعدة. قاعدة الحياة. والذين حُشروا في بيوتهم منذ اسابيع، سجناء بلا قيود، لم يكن كورونا خوفهم الوحيد بل ايضاً الخوف من مخاوفها: الفقر والبطالة والافلاس وإغلاق الشركات، والصرف الاضطراري للعاملين، وفوق ذلك كله انعدام المداخيل الطبيعية والتجارية في ظل انكماش قسري لاقتصادات العالم. ليس كل العالم اميركا، القادرة على...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم