إصابات كورونا لدى المغتربين ترفع الحصيلة إلى 575 مخاوف من التفلت وفقدان السيطرة ولا عزل لقضاء بشري

قفز عداد فيروس كورونا خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية مجدداً بعد استقرار نسبي في بورصة ارقام الوباء في لبنان، بحيث تدنت الحصيلة لتصل أول من أمس الى 7 إصابات، لكنها ارتفعت أمس بثلاثة اضعاف مع تسجيل 11 إصابة بين المغتربين العائدين في رحلتي مدريد وباريس أول من أمس، وإصابة على طائرة خاصة، يضاف اليهم 15 حالة إيجابية محلية ثبتت إصابتهم بعد الفحوص، ليسجل عدد الاصابات الإجمالي في لبنان حتى أمس 575 حالة بزيادة 27 إصابة، وهو ما رفع مجدداً منسوب القلق من فقدان السيطرة، خصوصاً بعد ظهور الإصابات في بشري.

وبينما ينتظر المعنيون وصول دفعات جديدة من المغتربين، اليوم وبعد غد السبت في رحلات متتالية ضمن المرحلة الأولى لمعرفة حجم العدوى ومدى انتشارها بين اللبنانيين العائدين، اعلنت وزارة الصحة أنه تم التأكد من إصابة سبعة ركاب بالفيروس من أصل 108 كانوا على متن الطائرة التي أقلت مغتربين من مدريد. كما تم التأكد من إصابة أربعة ركاب  من أصل 118 كانوا على متن الطائرة التي وصلت من باريس. وقالت انه سيتم اخراج الحالات الايجابية الى المستشفى تباعا، مع التشديد على تطبيق الحجر الصحي المنزلي المشدد للحالات السلبية، علما انه ستتم متابعتهم يوميا وسيحال من تظهر عليه أي عوارض الى المستشفى لاعادة الفحص المخبري.

وفي تقريرها اليومي أمس أعلنت الوزارة أن عدد الحالات المسجلة حتى يوم أمس والمثبتة مخبرياً في مستشفى الحريري الجامعي ومختبرات المستشفيات الجامعية المعتمدة إضافة إلى المختبرات الخاصة بلغ 575 حالة بزيادة 27، من ضمنهم المغتربون، علما ان عدد الفحوص التي أجريت الثلثاء بلغ 587 فحصا. ولم تسجل اي حالة وفاة جديدة بالفيروس، ليستقر عدد الوفيات على  19 وفاة.

أما في مستشفى الحريري الجامعي، فعلم أن33 إصابة بكورونا موجودة في العزل في المستشفى الذي استقبل أمس 17 حالة مشتبه بإصابتها نُقلت من مستشفيات أخرى. وأفيد أن عدد حالات الشفاء بلغت 62 حالة، وهناك وإصابة واحدة في حالة حرجة.

وأصدرت أيضاً غرفة العمليات الوطنية لادارة الكوارث تقريرها اليومي حول الوباء، وسجل  ارتفاع عدد الاصابات بالفيروس الى 575 بعد تسجيل 27 حالة جديدة. وبالنسبة إلى عدد الفحوص المخبرية منذ 21 شباط الماضي وحتى أمس لفت التقرير إلى أن عددها وصل الى 10808.

وفي حين عاد القلق من راتفاع أعداد الإصابات بعد عودة المغتربين، وما أثاره تكاثر الإصابات في قضاء بشري، وما إذا كان الوضع يستدعي إجراءات عزل مناطق، جال وزير الصحة حمد حسن شمالا وزار خصوصاً مستشفى مار ماما الحكومي في بشري وأوضح أن زيارته تأتي في إطار الاطمئنان الى حسن تحديد مصدر عدوى فيروس كورونا في القضاء. وشدد على أن عمل خلية الازمة في المنطقة مهني وعلمي ودقيق، مؤكدا أن الحالات المثبتة مخبريا هي اشارة ايجابية لحسن التتبع وأن هذا الرقم لا يثير الخوف. وقال إن "ما نراه في بشري هو محاصرة لانتشار الوباء وحماية المجتمع منه" لافتا الى أنها أُخذت عينات عشوائية لأشخاص خالطوا مصابين. 

وكان حسن اجرى مساء أول من امس اتصالا بالنائبة ستريدا جعجع معرباعن قلقه لانتشار الفيروس في القضاء. وأوضحت جعجع في بيان أن وزير الصحة، عبر عن قلقه من تطور انتشار فيروس "كورونا" في مدينة بشري، وطرح ضرورة حجر المدينة ككل وعزلها عن باقي قرى القضاء بمساعدة البلدية والأجهزة الأمنية الموجودة، ولكن من دون التصريح عن ذلك وقوفاً عند مشاعر أهلها المدينة. فوافقته الرأي، وتم الاتفاق على الخطوات الواجب اتخاذها، تبعاً لتعليمات وزارة الصحة. وقالت إن الوزير حسن قام بواجباته تجاه بشري على أفضل ما يكون وبادلناه بتعاون الى اقصى الحدود.

وأصدرت إدارة مستشفى بشري الحكومي بياناً قالت فيه إن ما حصل كان متوقعاً إذ لولا متابعة خلية الأزمة للحالات والاتصال بالاشخاص بناء على داتا دقيقة، لما كانت الأغلبية الساحقة قد أجرت فحص PCR من الأساس ولما كان العدد ارتفع. أضافت ان الحالات الإيجابية محصورة في نطاق معين وتتابع الخلية الموضوع في شكل دقيق جدا.

وزار حسن زغرتا أيضاً وشكر رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية، على المبادرة التي أطلقها الأخير منذ شهر في الشمال، معتبرا أنها كانت "مبادرة مبكرة لحماية المجتمع حيث لم يكن لدينا فحوص "بي.سي.آر"، وهذا يدل على الحس الوطني والمسؤولية تجاه أهلنا، وهي ليست غريبة عن سليمان فرنجية". أما فرنجية، فأبدى دعمه الكامل للوزير حسن، والوقوف إلى جانب المواطنين في كل الأزمات والمراحل، خصوصا في هذه المرحلة التي يشهدها العالم ولبنان، ويجب أن نحذر لأن لا أحد يمكن أن ينأى بنفسه عن هذا الوباء.

ثم زار حسن الى دارة رئيس "تيار الكرامة" النائب فيصل كرامي في طرابلس، وانتقلا معاً الى المستشفى الإسلامي الخيري، بعدما وضع كرامي الجناح الخاص في المستشفى الاسلامي في تصرف وزارة الصحة لمكافحة وباء كورونا.

وجال وزير الصحة أيضاً في مستشفى البترون، وتفقد أقسامه وجهوزيته.

وكانت وزارة الصحة عممت أمس لائحة بالمستشفيات المؤهلة إجراء فحص الـ SARS- CoV-2 بتقنية الـRT-PCR ، وهي: مستشفى رفيق الحريري الجامعي (الفحص مجاني)، مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت، مستشفى أوتيل ديو دو فرانس، مستشفى الجامعة اللبنانية الأميركية، القديس جاورجيوس (الروم)، المظلوم، مستشفى هيكل، سيدة المعونات الجامعي، سرحال، بحنس، اللبناني الجعيتاوي الجامعي، جبل لبنان، السان جورج - الحدث، عين وزين، حمود الجامعي، ومستشفى دار الأمل الجامعي.

من جانبه، أطلق مستشفى حمود الجامعي في صيدا ما يعرف بـ "DriveThro Covid-19 Clinic  testing للعيادات الجاهزة خارج المبنى مخصصة لاستقبال المواطنين لإجراء فحص "كورونا"، وفق المعايير الصحية المتبعة من وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية. وشرح عبر فيديو مصور "آلية عمل فريق الأطباء والممرضين الذين يقومون وفق الأطر الوقائية اللازمة لأنفسهم بسلسلة من الاجراءات الطبية الدقيقة، تسهيلا لخدمة المواطنين بهدف إجراء فحوصهم على النحو الصحي المطلوب، تبدأ بتقييم حالتهم الصحية ومدى استقرارها، يخضعون بعدها لمعاينة الطبيب المختص وتقرير إجراء الفحص المخبري المناسب، تنتهي بجملة من الإرشادات الصحية الواجب عليهم اتباعها".

في غضون ذلك استمرت الإجراءات الأمنية في مختلف المناطق لتطبيق قرار الداخلية بسير المركبات وفق الأرقام، ولوحظ أمس التزام نسبي بالاقفال، بعدما جالت دوريات لقوى الأمن لقمع المخالفات. وفي صيدا أعادت مخابرات الجيش السماح لصيادي الأسماك بالإبحار في رحلات صيدهم المعتادة، بعدما كانت قررت تعليق عملهم بسبب عدم التزامهم بالتدابير الوقائية من فيروس كورونا خلال عرض وبيع السمك الذي يصطادونه.

وجاء قرار اعادة السماح باستئناف رحلات الصيد بعد اتصال اجرته النائب بهية الحريري بالمعنيين في مخابرات الجيش، وإثر تعهد نقابة الصيادين الالتزام بالتعليمات وبتدابير التعبئة العامة وتنظيم عملية عرض وبيع السمك بلا تجمعات وازدحام