الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

حكاية البائع

المصدر: النهار
هديل المغربي
حكاية البائع
حكاية البائع
A+ A-

في آخر الشارع يقف ذلك البائع، مكتوف الأيدي، شارد

الذهن وحائراً، تتخبط التساؤلات في داخله وتتعارك الإجابات في فضاء أفكاره... يسأل نفسه مراراً: هل نَجحت تلك التجارة؟ هل حَققتُ أحلامهم كما يرضيهم؟ هل سَينثرون بذور جهدهم في أراضٍ مثمرة؟ وماذا عن الآمال المعلقة على عاتقهم، هل يستطيعون التقاطها وفهم مغزاها، أم أن الخوف سيتملّك قلوبهم وسوف يتسرعون في قراراتهم؟

من ثم قال في داخله متعجباً: ما أحمق من ينتظر عقارب الساعة بلهفة، متمنياً أن يهدأوا ويخلدوا إلى نومهم !

ثم ردد متمنياً: ليتني أكون لهم جسراً أو نهراً، يعبرون من خلاله إلى ضفة الراحة والأمان ولا يتعبون بعدها أبداً... وهنا كان قد ارتفع صوته قليلاً، فسمعه طفلٌ كان يقف بجواره، فسأله الطفل: من هم يا عمّ؟ ومن تقصد بكلامك؟

أجابه البائع بعدما احتضنه بهدوء: أقصدُ الأبناء ... يا بُني !


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم