ما صحّة أنّ "المُصاب الأوّل بكورونا مارس الجنس مع الخفافيش"؟ FactCheck#

العنوان بخط أسود عريض. "السلطات الصينية: المُصاب الأول بكورونا مارس الجنس مع الخفافيش!"، وفقا للمزاعم. خبر تكثّف تناقله على منصات للتواصل الاجتماعي، ويدعي ان "السلطات الصحية الصينية أكدت أنّ أول حالة كورونا كانت لـ"ين داو تانغ"، 24 سنة، من مقاطعة هوبي"، و"يُعتقد أن تانغ أصيب بالمرض بعد الانغماس في أفعال جنسية مع العديد من الحيوانات، بما في ذلك الخفافيش". حقيقة ام خطأ؟ FactCheck#

النتيجة: هذا الخبر لا صحة له اطلاقا، ذلك ان مصدره هو الموقع الاكتروني World News Daily Report المعروف بنشره اخبارا "لها طابع ساخر ومحتواها خيالي"، وفقا لما يعرّف بنفسه. 

"النّهار" دقّقت من أجلكم

الوقائع: منذ ايام قليلة، تكثّف تناقل هذا العنوان بالخط الأسود العريض: "السلطات الصينية: المُصاب الأول بكورونا مارس الجنس مع الخفافيش!"، مرفقاً صورة لشخص على حمالة، واضعا كمامة على وجهه، يحوط به افراد من طاقم طبي غطوا بدورهم وجوههم بكمامات. وقد تم تداول العنوان والصورة عبر الواتساب، وايضا عبر صفحات في الفايسبوك (مثل هنا، هنا، هنا، هنا...)، بينما عمدت حسابات في تويتر الى اعادة التشارك في خبر موسّع نشره موقع اخباري لبناني (هنا). كذلك نشرته مواقع اخبارية اخرى (هنا، هنا، هنا...). 

التدقيق: 

-باستخدام كلمات مفاتيح بالانكليزية، يتبين ان الخبر ذاته يتم تداوله بالانكليزية في صفحات وحسابات ومواقع اجنبية (مثل هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا). والعنوان:  

CHINESE HEALTH AUTHORITIES CONFIRM PATIENT ZERO HAD SEX WITH BATS 

-البحث يقود فورا الى مصدر الخبر: موقع World News Daily Report (هنا). وقد نشره في 26 آذار 2020 (ثلاث لقطات شاشة ادناه).

غير ان هذا الخبر لا يمكن ان يكون حقيقيا، باعتراف الموقع الاخباري ذاته. فاذا نزلتم الى اسفل الصفحة، فستجدون سطرين بالابيض على خلفية سوداء يقر فيهما موقع World News Daily Report بأنه "يتحمل كامل المسؤولية للطابع الساخر لمقالاته، والطابع الخيالي لمحتواها. جميع الشخصيات التي تظهر في مقالات هذا الموقع - حتى تلك التي تعتمد على أناس حقيقيين- شخصيات خيالية تمامًا. وأي تشابه بينها وبين أي شخص، حي أو ميت، هو معجزة بحتة" (لقطة الشاشة ادناه). 

ماذا عن الصورة المرفقة بالخبر؟ 

بحث عكسي عن الصورة، بواسطة غوغل، يقود الى انّها تُظهر "مريضا يشتبه في اصابته بفيروس كورونا المستجد، في هونغ كونغ". ووفقا لشرح اوردته وكالة رويترز، مصدر الصورة (الصن هنا، ميرور هنا): "مسعفون يعتنون بمريض يشبته في اصابته بفيروس كورونا المستجد، في هونغ كونغ". 

من هو "المريض رقم صفر" لفيروس كورونا في الصين؟

وفقا لوثيقة حكومية صينية سُربّت الى وسائل الإعلام اخيرا، فإن بائعة ثمار بحرية في سوق ووهان كانت أول مريضة تثبت إصابتها بالفيروس الجديد، على ما اورد موقع News.com.au الاوسترالي (هنا، 27 آذار 2020)، وايضا موقع Buisness Insider (هنا، 27 آذار 2020)، وغيرهما من المواقع الاخبارية العالمية (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا...).    

وبائعة الثمار البحرية التي تبلغ 57 عاما، وعرّفت بها صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية بأنها وي غويشيان Wei Guixian في وقت سابق من شهر آذار، بدأت تشعر بأعراض مرضية في 10 كانون الأول، على قولها. "اعتقدت أنها مصابة بنزلة برد، فمشت إلى عيادة محلية صغيرة للحصول على بعض العلاج، ثم عادت إلى العمل- لتنقل ربما الفيروس الى عدد لا يحصى من الناس"، وفقا للموقع الاوسترالي. 

وقالت وي لموقع The Paper الصيني: "شعرت بالتعب قليلاً، لكن ليس كتعب السنوات السابقة". وأضافت: "كل شتاء أعاني دائمًا الإنفلونزا. لذا اعتقدت أنها الإنفلونزا". وفقًا لبيان اصدرته لجنة الصحة في بلدية ووهان في 31 كانون الاول 2019، كانت السيدة وي واحدة من أول 27 مريضًا تم تشخيصهم بفيروس كورونا، وواحدة من الحالات الـ24 التي لها ارتباط مباشر بسوق هوانان، وفقا لما ذكر الموقع الاوسترالي.  

في تقرير سابق نشره موقع "بي بي سي" الاخباري بالانكليزية (هنا، 24 شباط 2020)، "قالت دراسة أجراها بحاثة صينيون، ونشرتها مجلة "The Lancet" في 24 كانون الاول 2019، ان اول اصابة بفيروس كورونا المستجد تم تشخصيها في 1 كانون الاول 2019، من دون أن تكون للشخص المصاب اية علاقة بسوق ووهان". 

ونقل الموقع عن البروفسور وو وينجوان Wu Wenjuan، وهو طبيب كبير في مستشفى جينينتان في ووهان وأحد واضعي الدراسة، إن المريض رجل مسن يعاني مرض الألزهايمر. واشار الى ان "الرجل كان يعيش على مسافة تتطلب أن يستقل أربع أو خمس حافلات للوصول الى سوق المأكولات البحرية (في ووهان). ولأنه كان مريضا، لم يكن يخرج في الأساس".

النتيجة: المزاعم المتناقلة ان "السلطات الصينية أكدت أن "المُصاب الأول بكورونا مارس الجنس مع الخفافيش!"، مجرد فبركة خيال الموقع الساخر World News Daily Report. وبالتالي لا صحة لها.