الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

"الطاعون" و"السقوط"، ومرحبا سيزيف

سمير عطاالله
Bookmark
"الطاعون" و"السقوط"، ومرحبا سيزيف
"الطاعون" و"السقوط"، ومرحبا سيزيف
A+ A-
كان البير كامو، احد الذين طبعوا القرن العشرين بطابعهم. معه عادت الرواية الى فرنسا بعد هجرة تجريبية في الولايات المتحدة وروسيا. ولم يكن غزير الانتاج مثل اسلافه، وخصوصاً مثل المعلم الأول، انوريه بالسال، ولاحقاً اونوريه دو بلزاك. لكنه، مثل همنغواي في "العجوزوالبحر"، او مثل وليم فوكنر في "الصخب والغضب"، حصد نوبل الآداب لروايات صغيرة الحجم، رائعة الأثر.ثلاث منها لا مفر من استذكارها في تأمل المأساة اللبنانية المضاعفة، والكارثة العالمية التي سميت "عدوّة البشرية". ولسبب فيها او عندها، لا تصيب الكورونا سوى البشر من الكائنات الحية، في حين ان حرائق اوستراليا الأخيرة قضت على نصف مليار كائن حيّ لم تستطع الفرار.وضع كامو ثلاثة اعمال تتشابه مغازيها مع اوضاعنا: "الطاعون"، وهو الوباء الذي ضرب وهران، مدينته في الجزائر. و"السقوط" وهي رمزية النزول نحو الهاوية الإنسانية. و"صخرة سيزيف" الاسطورة اليونانية عن رفع الصخرة الى رأس الجبل كلما ناء بها حاملها. المثال الأخير كان يعطى دوماً عن لبنان، متعدد الانزلاق، واثق الصعود. الرجاء حذف سيزيف من لائحة المقارنات حتى على سبيل الرومانسيات، أو في البحث عن مؤاساة. الرجاء نسيان سيزيف. وبذلك لا يبقى لنا سوى "السقوط" و"الطاعون". وقد كتبنا الى جنابكم في 4 آذار بعنوان "سنة الخفاشين" عن المقارنة بين الكورونا المستفحلة والطاعون الذي ضرب فلورنسا في القرن الرابع عشر. أما لماذا لم اقارن بينها وبين جرذان الدكتور ريو في "وهران"، فذلك من قواعد المهنة واصول الذاكرة، إذ إنني لجأت الى تلك المقارنة غير مرة من قبل. والتكرار علامة افلاس. كما في الحال الواقع تحت عنوان "السقوط".السقوط تعبير فيه نوع من العزاء...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم