من أطلق فيروس كورونا: الصين أم اميركا؟

في كتابه "الطاعون" حرص الأديب الكبير ألبير كامو على تنبيه مصمم الغلاف الى أهمية دور الهررة في الرواية التي استحق عليها جائزة نوبل للأدب. لذلك جاء الغلاف بلون قاتم كالموت، في حين ظهرت في زاوية الغلاف صورة هرّ يعدو في الضوء .وللذين يجهلون دور الهررة في اصطياد جرذان وباء "الطاعون"، نذكرهم بأن الهر "لاري" الموجود دائماً في مكاتب رئاسة الحكومة في لندن (١٠ داوننغ ستريت) لا يقل شهرة عن أي وزير أو نائب. وكثيراً ما يطول مشواره في الحي، الأمر الذي يستدعي استنفار الحراس للبحث عنه، والتأكد من عودته سالماً معافى.ويرجع تاريخ هذا التقليد الى سنة ١٦٦٤، أي عندما غزا وباء الطاعون مدينة لندن. وقد أدى اجتياح الجرذان للعاصمة البريطانية الى وفاة سبعين ألف نسمة خلال سنتين فقط. ويؤكد المؤرخون أن "الطاعون" انتشر في كل المدن الأوروبية، وخصوصاً تلك الواقعة على شطآن البحار أو ضفاف الأنهر. والسبب أن مصدر الوباء انطلق من جنوب الصين بواسطة المراكب التجارية التي كانت تنقل من الصين وجاراتها محاصيل غير متوافرة في أوروبا.وبسبب كثرة المرافئ حول الجزيرة البريطانية، فإن الجرذان كانت تنقل الأوبئة بسرعة. وقد ساهمت القطط المستوردة من الخارج في عمليات مكافحة جحافل الحيوان الذي يعيش وينمو في الأماكن القذرة، وبين الأوساخ والجثث.وتدليلاً على امتنان الشعب البريطاني للحيوان الأليف الذي اشترك معه في حرب إبادة الجراذين، لذلك حرصت الحكومات المتعاقبة على اقتناء هرة أو هر يستوطن مكتب رئيس الوزراء. وقد عُرِف عن ونستون تشرشل ولعه بانتقاء إسم هرّ الدار على إسم أحد...