الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

أموت وأولد في جسد امرأة واحدة

المصدر: "النهار"
علاء زريفة
أموت وأولد في جسد امرأة واحدة
أموت وأولد في جسد امرأة واحدة
A+ A-

ماذا سيحدث حين نلتقي؟

- لن نعود أنا ولا أنتِ، سنصير نحن.

- وإن لم يحدث؟

ستكونين أنتِ، المرأة التي تخرج من حقيبة جسمها عاريةً

إلا من شتاء طويل بلا ربيع رجل.

وسأكون رجلاً يخطئ هدفه

ويقع في جرم اللذة بلا حب وبلا قصيدة جامحة ؛

بالأحرى لن أعود مراهقاً.

العاشر من تموز...

نهارٌ جديد يقشر تفاح الخطيئة المقدسة.

وأنا المراهق الذي يخرج في زي نفسه

يعبدُ الفكرة – المرأة

ويُعيد تخيّلها مرة تلو المرة.

ما زلتُ هناك كان قلبي مؤمناً

يحمل وصيته

ويحدق في الخنجر الذي تطعنين

ويصدق حدسهُ

أن الحياة السائلة بين يديه

كانت سمّهُ القاتل.

يومذاك طلبت الماء كولدٍ يشكو العطش

ولم أعرف فداحة النبيذ الذي شربت.

وقلتِ متعمدةً: اقرأ

كان فستانك الخمري أشد معرفةً

ولا منتمياً لعالم فوق- ارضي

يغلّف المأساة القادمة بوهمٍ مقنع.

وما زال المراهق ينتظر،

يمكث على بابك الموصود لاهثاً

ولا يتعب من طول المسافة

أو غياب الافق.

-هاتي مزيداً من الماء لأقول مجدداً:

أنا أول من عرف القراءة

وآخرُ من يقفُ على باب روحه مصلياً.

أن يستمر الحب

وأن لا يسكت الكلام المباح في فم شهرزاد

ولأضع خريطتي أمامي

وأكرر جاهلاً:

بين نهدٍ أبيض يحفظ عن ظهر قلب تكوين الحليب وسِفر الدخول

- أنتِ بدون حمالةِ صدر كيف يبدو شكلُ الليل في ثمرة ناضجة.

وشفةٍ تكاد تكون زهرةً وخفير ليسقط ذكر النحل على كتف نهرها شهيداً

- أنتِ حين تعلقين القبلة جهة الوقت، ولا وقت للوقت.

وعنقٍ تعمّق الهوة بين القصيدة والريح الساكنة في صدر ملتهب

-أنتِ تضعين عقد اللؤلؤ ليخرج الصوت لماماً.

وشامة ماكرة على شفة الخاصرة تقول لمن يدنو من سورها: حذارِ أيها الجاهل!

-أنتِ وكان لساني معقوداً.

وساق تقصر الخطوة في ليل عاشق لا ينام كلما تقدّم تعثّر وعاود المشي زاحفاً

-أنتِ ولا شراع يحميني من العاصفة.

وندىً يقطر بين العمود الفقري إلى أول المعرفة - السر ليلجَ موتهُ مبكراً قبل سقوط القمر وميلاد الرائحة

- أنت وظهرك العاري إلا من نفَسي.

وأنا أولدُ وأموتُ

وأولدُ ثم أموتُ لأولدَ ميّتاً.

وأقبل القسمة على ألف في جسدِ امرأةٍ واحدة.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم