الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

مقاربة حول انفخاض التلوّث نتيجة الحجر المنزلي

المصدر: "النهار"
شربل بكاسيني
شربل بكاسيني
مقاربة حول انفخاض التلوّث نتيجة الحجر المنزلي
مقاربة حول انفخاض التلوّث نتيجة الحجر المنزلي
A+ A-

مع تسجيل لبنان حالة وفاة ثالثة بكورونا، خلت معظم شوارع بيروت من المواطنين خوفاً من انتشار الفيروس المستجد، فاقتصر المشهد بذلك على قلة قليلة من المارة الذين التزموا بإجراءات الوقاية، عبر تغطية الوجوه بالكمامات. وفرض الفيروس كذلك إقفالاً شبه تام للمطاعم والمحال التجارية وغيرها من أماكن التجمع، فيما اقتصر الأمر على محال بيع المواد الغذائية والأساسية والصيدليات.

الشلل الذي فرضه التخوف من خطر الإصابة بالعدوى وانتشارها، دفع بعدد كبيرٍ من اللبنانيين إلى ملازمة الحجر الصحي، والابتعاد عن مراكز التجمع والحد من تنقلاتهم. كما أقفل عدد من المؤسسات التجارية والشركات والمكاتب أبوابه تزامناً مع إعلان حالة الوفاة الجديدة. أمام ركود المشهد وخلو عدد من المناطق من المشاة وزحمة السيارات، أولها العاصمة، ونتيجةً للصمت الذي لف الشوارع، بيّنت الأقمار الاصطناعية انحساراً في نسبة ثاني أكسيد النيتروجين NO₂، لا سيما على طول الساحل اللبناني. وبالتفاصيل، أن الاختصاصي في علم الغابات في جامعة البلمند الدكتور جورج متري نشر في صفحته بفايسبوك صورة مقارنة لخريطتين جغرافيتين للبنان، جمع فيها زمنين اثنين، يفصل بينهما سنة واحدة، هما الفترة الممتدة من 16 شباط و17 آذار 2019 من جهة، وتلك الممتدة من 16 شباط و17 آذار 2020 من جهة أخرى. أي أن الخريطة الأولى تظهر انبعاثات ثاني أكسيد النيتروجين خلال شهر عادي من السنة الماضية، فيما تظهر الأخرى انخفاضاً ملحوظاً بنسبة انبعاثات المركب الكيميائي وانحساراً في رقعته الجغرافية خلال شهرٍ شهد إغلاق مرافق عدة في عدد من المناطق اللبنانية.

"لاحظنا انخفاضاً في انبعاثات غاز ثاني أكسيد النيتروجين فوق بيروت وجونية"، يشرح الدكتور متري لـ"النهار"، واصفاً هواء المدينتين بـ"الأكثر تلوثاً على طول الساحل اللبناني". كما يشير متري إلى انحسار حدة الانبعاثات فوق مناطق شمالية ملوثة كطرابلس وشكا، مرجعاً السبب الرئيسي وراء التغيّر الحاصل إلى "الانخفاض الحاد بالتنقلات وبتشغيل محركات السيارات" التي تعتبر المصدر الأساسي لثاني أكسيد النيتروجين، إلى جانب المولدات التي تعمل على وقود الديزل التي إذا ما توقفت، سمحت للهواء بتنقية نفسه أكثر"، في وقتٍ يرجح متري أن نسبة الانحسار في الفترة الممتدة بين 16 شباط و17 آذار 2020، قد تراوحت بين 10 في المئة إلى 20 في المئة عما سجلته نسبة المركب الكيميائي السام في الهواء في الفترة الموازية من العام المنصرم. الفكرة نفسها تشاطره إياها الدكتورة نجاة صليبا، حيث ترى ها الانحسار "جيداً، لكن ليس كافياً، إذ إن مولدات الديزل التي أمضينا سنوات نحذر من مخاطرها هي التي لم تسمح بعد بتنقية الهواء بنسبة أسرع وأكبر".
يمكن اعتبار انخفاض مستويات ثاني أكسيد النيتروجين وانحسار رقعته الجغرافية بسبب الحجر المنزلي ووقف التنقل، صورة رمزية عما سينتج عن تنظيم النقل المشترك ووضع خطط شاملة وكاملة للحد من زحمة السيارات وكثرتها. وإذ تزايدت نسبة الوفيات جراء الإصابة بمرض السرطان والأمراض التنفسية، وجد البعض بفيروس كورونا عملة ذا وجهين، جاءت لتحد من تلوث الأرض ولتعافي الطبيعة.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم