السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

العرش في رعشات المغيب والعصافير بلا غابات الشروق

المصدر: "النهار"
جورج شكرالله
العرش في رعشات المغيب والعصافير بلا غابات الشروق
العرش في رعشات المغيب والعصافير بلا غابات الشروق
A+ A-

الوهم في تصوّر الإنسان، إنه ما فتئ في مكانه، وفي الواقع، أنّ مكانه حتّى، قد لفظَه، ولم يعد يدري في ظلّ أيّ نزوةٍ، قد ينادي الرغبة التائهة.

وعندئذٍ ما لنا أن نلتقي بظلٍّ، كأنه عتمةٌ باهتةٌ، في وضح النهار.

عندما يغدو المكان، لا مكان، فالعرش في رعشات المغيب، والعصافير، عبثًا تفتش عن غابات الشروق، لتطير منها الى الحياة.

أيها المكان، أأنت عاجز أو مشلول، حتّى تفقد دورك، في قبول الرجل الموائم لاحتلالك؟

وإذا لا، فلِمَ لا تنزاحُ عنه، فيسقط عندئذ في مطاوي ذاته، وترتاح منه الأرض؟

آهٍ، أيها المكان، لو أنّك نسجُ ريش النسور، فتمشخ إلى حقيقة طموحك، ويومئذٍ، لا ترتقيك، سوى النسور من الرجال.

المكان الذي لا يمتلئ بفتوّة الفجر، هو عقمُ محطّة، يطمئنّ إليها الفاسد، والسارق، ولصّ العتمة، والوطنيّ الخنوع... هو قِمعٌ، لتعبئة الوقت السائل.

وإذْ يلتهمُ المكانَ، من وُجدَ فيه بالصدفة، فبالصدفة عينها، يلتهب فيه المكان ويحيله احتراقًا، لا حظّ للريح، أن تجده كتلةً تلهو بها، وتهيم... وأيّ تاريخ يُدوّن بالفحم، ينتهي في طيّات الرماد!

المكان أرض وزمان. وفي انفصالٍ بين الأرض والزمان، تحت عين القابع في المكان، يؤول الفعلُ الأنسيّ إلى شاهد زور أو إلى غفلة، تتلوّى مع غفلة، وفي تلك الفجوة بين المكان والزمان.

من سمات الأمكنة أنّها ثابتة، كما لو كانت أبدًا. ولكنّ من ينتابونها، هم غالبًا في صيغة المتغيّر.

وأخطر المسؤولين على الإطلاق، أولئك الذين، قَبْلَ المكان في حلّةٍ، وفي المكان في حلّة، وفي ذلك، الخوف والخطر والتشرذم، والموت.

المكان:

أساس،

هويّة،

قدرة،

بذل ذات،

تجرّد،

أمانة،

ثبات،

مسؤولية عظمى.

وإلّا، فبابُ البريّة مشرّعٌ، والعشب في أهبة الانتظار.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم