الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

خاص "النهار"- مستشفيات البقاع غير مستعدة لاستقبال حالات كورونا

المصدر: زحلة – "النهار":
خاص "النهار"- مستشفيات البقاع غير مستعدة لاستقبال حالات كورونا
خاص "النهار"- مستشفيات البقاع غير مستعدة لاستقبال حالات كورونا
A+ A-

تتخذ مستشفيات البقاع الخاصة أقصى الترتيبات والإجراءات لمنع تسرب فيروس كورونا إليها، ورصد الحالات المحتملة قبل ولوجوها مبنى المستشفى: كفرز الحالات المرضية قبل استقبالها في الطوارئ، حصر المداخل إلى المستشفى وقياس حرارة كل الوافدين، تقليص عدد مرافقي المرضى وزوارهم، والتشدد بأوقات الزيارات. وإذا كانت تلك الإجراءات ذات الطابع الصحي تهدف إلى حماية صحة المرضى والطواقم الطبية والتمريضية والإدارية في المستشفيات، فإنها في أحد أوجها، ولا سيما الإعلان عنها في وسائل الإعلام وعلى منصات التواصل، ذات طابع إجتماعي لإشاعة الاطمئنان في النفوس، فنرى المستشفى يسارع إلى نفي أي شائعة تطاله عن تشخيص مريض لديه بالكورونا، ذلك أن هذا الوباء فتّاك اجتماعيّاً ونفسيّاً للأفراد والمؤسسات أكثر من فتكه صحيّاً بمرضاه.

جهوزية المستشفيات لإبقاء فيروس كورونا خارج أبوابها إنما تشير إلى عدم استعداد المستشفيات أن تفتح على نفسها "أبواب مغلقة"، وتبقى جهوزيتها لاستقبال مرضى كورونا في حال تفشى الوباء في لبنان إلى مستويات تعجز عن استيعابها المستشفيات الحكومية والجامعية، التي يؤكد مدراء المستشفيات الذين تحدثت معهم "النهار"، على أن الأولوية لتلك المستشفيات هي استقبال حالات كورونا.

أسباب عديدة تجعل مستشفيات البقاع الأوسط الخاصة، غير جاهزة بعد "لا بالمنطق ولا بالواقع"، للعب دور مرادف لحجر ومعالجة حالات كورونا.

أولها، أن غرف العزل في تلك المستشفيات لا تتعدى الـ 3 إلى 5 غرف. وإلى محدودية قدرتها على استيعاب المرضى وعزلهم، تبقى معضلة أجهزة التنفس الاصطناعي التي قد يحتاجها المرضى الذين يعانون من مضاعفات، في ظل عدم توافرها في بعض غرف العزل، أما الأجهزة المتنقلة فتصل في أفضل الأحوال إلى 3 أجهزة فقط.

السبب الثاني هندسي، ذلك أن تصميم المستشفيات ينبغي أن يؤمّن مناطق خاصة معزولة لحالات كورونا ومحظورة على باقي أقسام المستشفى، ومداخل خاصة بتلك الحالات، وبالتالي يتفق كل من المدير العام لمستشفيي "شتورا" و"المياس" الدكتور محمد مسلماني والمديرة الإدارية لمستشفى تل شيحا سنا نصرالله، بأن المستشفى الذي سيستقبل حالة كورونا من الأفضل له أن يتحول إلى مستشفى للكورونا فقط. ليس فقط تخصيص مناطق معزولة لمرضى كورونا ما يعيق المستشفيات عن استقبالهم، بل يضاف إليها السبب المادي، ذلك أن استقبال هؤلاء المرضى ومعالجتهم يقتضي التعقيم بشكل دوري، وتجهيز الطواقم الطبية والتمريضية بالألبسة الواقية اللازمة في ظل معاناة لبنان من نقص في هذه المستلزمات وبيعها في السوق السوداء، فتشير نصرالله إلى أن كلفة البزة الواقية تصل إلى 600 دولار، والكمامة التي كانت تباع بـ3 دولارات باتت تباع بـ23 دولاراً، وبالتالي، لا يمكن الحديث عن قيام المستشفيات بهذه المهمة من دون التعاون مع وزارة الصحة وتأمينها لهذه المستلزمات. يبقى المانع الاجتماعي، حيث إن غالبية الناس في المناطق ترفض فكرة استقبال المستشفيات لحالات كورونا. وإذا كان استقبال المستشفيات الخاصة غير الجامعية ليس وارداً راهناً، فإن مدير مستشفى البقاع طوني قرطاس يلفت إلى أن هكذا خطوة تحتاج إلى قرار جماعي يتخذ في نقابة أصحاب المستشفيات الخاصة.

يتفق مدراء المستشفيات الذين تحدثت معهم "النهار" على عدم الحاجة إلى كل هذا الهلع، فالأساس هو التوعية والتزام الإجراءات الوقائية، وعدم التعامل مع الموضوع "وكأنه آخر الدنيا".

من جهته، يلفت مدير مجلس إدارة مستشفى رياق، محمد عبدالله، إلى أن حالات كورونا المسجلة في لبنان لا تزال ضمن قدرته الاستيعابية الصحية، مشيراً إلى أن مستشفيات البقاع لم تستقبل بعد حالات شُخِّصت بالإصابة بالفيروس. موضحاً أنه على الرغم من أن مستشفاه أيضاً غير جاهز بعد لاستقبال مرضى كورونا، لكن في حال اقتضى الأمر فيمكن التجهيز سريعاً، مشيراً إلى وجود مبنى منفصل عن مستشفى رياق وتابع له يمكن تجهيزه لاستقبال حالات كورونا في حال وصلنا إلى السيناريو الأسوأ.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم