الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

#الكل_للمساواة في 2020... لا مناص من التغيير

المصدر: "النهار"
فيصل القاق- اختصاصي في الطب النسائي
#الكل_للمساواة في 2020... لا مناص من التغيير
#الكل_للمساواة في 2020... لا مناص من التغيير
A+ A-

اقتنع العالم أن الإطار الحقوقي هو الممر الأساسي والآمن للمسار المضني نحو العدالة الجندرية والمساواة المجتمعية. يعكس شعار يوم المرأة العالمي لهذا العام #الكل_للمساواة #EachforEqual الفهم المتراكم لحقيقة "التقدم" المضطرب منذ نهايات الحرب العالمية الثانية، ومحاولات ترتيب البيت العالمي على أكثر من صعيد. تنامى حينها دور المرأة خلف الجبهات البعيدة، لتأتي بعده سلسلة من المؤتمرات الدولية طارحة قضايا السكان والتنمية وتنظيم الأسرة لنقاش مفتوح، لقي صدى في بيئات متعددة ومختلفة. أنهك الموت النساء الولودات، وأنهك السرطان النساء في عمرهنّ الإنجابي وما بعده، ومن لم تمت بالولادة ومضاعفات السرطان ماتت بالعنف الجسدي والبيئي وتبعاته. من المحطة الأبرز في القاهرة عام ١٩٩٤، مؤتمر القاهرة للسكان والتنمية، إلى بيجينغ وما تلاها، صعود حذر نحو فهم أوسع لتأثير اللامساواة بأقنعتها المتلوّنة على صحة المرأة وسلامتها.

عكست أدبيات منظمات الأمم المتحدة المختلفة والمنظمات الدولية والإقليمية إحاطة واسعة لقضايا النساء، وصبّت جهودها على مسألة الحقوق والمساواة والعدالة. حيث تجهد الناشطات والناشطون في مختلف بقاع الأرض تجاه مسائل الحقوق الإنجابية والجنسية والإجهاض والمثليين، نعارك هنا ونتعارك على مسائل بديهية تتعلق بأبسط شرائع حقوق الإنسان؛ كالحضانة، وتزويج القاصرات، والعنف الأسري، والعمل، والتربية الجنسية، وغيرها.

تبدو سنة ٢٠٢٠ محورية لدفع المساواة الجندرية قُدماً، كونها ترفد ٢٥ عاماً من التقدم الحاصل منذ منتدى بيجينيغ، كما وتشهد لمحطات مهمة منها الذكرى العشرون لقرار مجلس الأمن ١٣٢٥ حول النساء والسلام والأمن، والذكرى العاشرة لتأسيس الأمم المتحدة للنساء، وأيضاً عشر سنوات للوصول إلى أهداف التنمية المجتمعية ٢٠٣٠ وتحدياتها.

بالرغم من بعض الإيجابيات، لا يمكن لأي بلد اليوم أن يدّعي أو يتباهى بتحقيق المساواة الجندرية الكاملة، ولا تزال دون التغيير الحقيقي للنساء عقبات عديدة وشائكة. يستمر تقدير النساء متدنّياً، وأجورهنّ أقل، وخياراتهنّ محدودة، وما برحنَ يعانين من أشكال عنف متعددة في المنازل وفي الفضاءات العامة. كما وهناك إشارات جدية بتهديد الإنجازات النسوية المميزة.

لا مناص من التغيير، ومن استكمال الجهود نحو تقدم ملموس، حيث يشكل العام ٢٠٢٠ فرصة لا تعوَّض لاستنفار الأنشطة الدولية لتحقيق المساواة الجندرية وحقوق الإنسان للنساء والفتيات. البناء على ما سبق والتقدم بقوة بفضل المناخات المتاحة واستباقاً لموجة تزداد من التمييز والكراهية تنبثق من أنظمة سياسية وقياديين رجعيين وسلوكات خطيرة تجاه الأقليات والمهاجرين والمثليين وغيرهم.

شعار هذا العام مميّز لجهة التأكيد على المساواة، ولجهة استقطاب أجيال شابة مصرّة على مستقبل لا مكان فيه إلا للمساواة والعدالة.


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم