الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

"عرَّبَها عرَبُها" لجان رطل: تعريب فنون الكنيسة الأرثوذكسية الإنطاكية

المصدر: "النهار"
جودي الأسمر
"عرَّبَها عرَبُها" لجان رطل: تعريب فنون الكنيسة الأرثوذكسية الإنطاكية
"عرَّبَها عرَبُها" لجان رطل: تعريب فنون الكنيسة الأرثوذكسية الإنطاكية
A+ A-

عرض مسرح المدرسة الأنطونية في ميناء #طرابلس (سينما فكتوريا سابقًا) الفيلم الوثائقي "عربها عربها" للمخرج جان رطل، حول تعريب ثلاثة فنون كنسيّة هي الترتيل، العمارة والأيقونة.

دوافع التعريب

الفيلم الذي يستنبش الأصول العربية للفنون الأرثوذكسية الانطاكية، ينطلق من التعريب كإرتداد نوعيّ لانتخاب أول بطريرك عربي بعد سلسلة بطاركة يونانيين، هو البطريرك ملاتيوس الدوماني الدمشقي عام 1724 الذي أسّس دير سيدة البلمند، تلاه البطريرك غريغوريوس الرابع حداد.

وينفض الفيلم الغبار عن جهود بذلها المعربون في تكييف هذه الفنون مع التربة المحلية، فتسنّى لمسيحيّي المشرق ممارسة الشعائر بلسان بيئتهم، طارحًا مسألة التثاقف وبالأخص الأدبي واللّحني بين الكنيسة الأرثوذكسية الغربية والشرقية، كما الكاثوليكية وحتّى مجالس الذّكر الاسلامية وطرق تلاوة القرآن.


مساهمات طرابلس الأرثوذكسية

استغرق الوثائقي أربعين دقيقة شغلها في حيز كبير التعريب الموسيقي. ويمكن الوقوف على تدرّج الموسيقى المعربة ضمن ثلاث مراحل، بدأت بتأثّر واضح بالموسيقي اليونانيّة الأصيلة، ثم انتقلت إلى تعريب لم يتحرر تماما من التأثير اليوناني، انتهاءً بإنتاج مادّة فنية يطغى عليها الطابع الشرقي. وتتعزز هنا فكرة غير معلنة إنما بالامكان استشفافها حول مساهمات كنسيّي طرابلس، من خلال حضور المطران والأديب جورج خضر طرابلسي النشأة، في مداخلات تعالج الشقين التاريخي واللغوي للتعريب، وارتكز التعريب الموسيقي على انتاج المرتلين ديمتري كوتيا ومتري المرّ وهما أيضًا من طرابلس.

توثيق لبناني-سوري

يكشف جان رطل بأنّه بدأ إجراء المقابلات بين السنتين 1999 و2000 "وتوفّيت ستّ شخصيّات تحدثت ضمن مقابلات" من بين 14 شخصيّة تضمّن الفيلم أصواتها في محتوى مضغوط يتطوّر ضمن هيكلة موضوعاتيّة، نذكر منها نقولا زيادة، قسطنطين زريق، سعاد سليم، الأب نقولا مالك، الياس الزّيّات، إلى الياس متري المرّ، ومستشرقين فرنسيين وغيرهم.

ويتابع: "لقد أعدت إخراج هذا الأرشيف للنور وقرّرت متابعة المقابلات في سنتي 2018 و2019، بعدما حمّسني إنتاج الصديق السينمائي هادي زكاك لفيلم عن جدّته استغرق تصويره 25 سنة. وكنتُ طرحت إشكالية التعريب على ثلاثة سينمائيين أرثوذكس توقّعت أن يهتمّوا يتطويرها الى فيلم لكنّهم لم يفعلوا". وحول الاهتمام الارثوذكسي، يلفت جان رطل إلى أنّ الفيلم يحاول طرح أسئلة "لم تطرحها الكنيسة الانطاكية الأرثوذكسيّة. هذه الكنيسة لم تعطِ تاريخها الفني حقّه في الدراسة واستبطان الجذور. جزء يسير من هذا التاريخ مطموس لذلك من الضرورة إثارته لأنّه يعبّر عن انتماءاتنا".

وتخلّلت الفيلم مقابلات تناولت تعريب الأيقونات والعمارة في الكنائس والأديرة في سوريا ولبنان كدير الناطور ودير البلمند وكنيسة مار نقولا وغيرها، ممّا يوقظ لدى المشاهد أطياف المرحلة القوميّة وتأثّر هذه القوميّة وتأثيرها في التعريب. مرحلة لم يحِد الفيلم عنها، في استعادته للقومية الوثيقة التي جمعت المطران غريغوريوس حداد بالأمير فيصل بن الحسين.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم