الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

في دور الأيتام... هل يزيد خطر انتقال فيروس كورونا؟

المصدر: "النهار"
كارين اليان
كارين اليان
في دور الأيتام... هل يزيد خطر انتقال فيروس كورونا؟
في دور الأيتام... هل يزيد خطر انتقال فيروس كورونا؟
A+ A-

بعد قرار وزير التربية بإقفال المدارس، يبقى السؤال مطروحاً حول دُور رعاية الأيتام وطريقة تعاطيها مع هذا الموضوع والإجراءات الوقائية اللازمة لمواجهة فيروس كورونا، خصوصاً أن قسماً من الأطفال المعنيين هنا يمضي فترات في داخل الدار أو الجمعية، وقد يخرج أحياناً إلى منزله أو أي مكان آخر، ما يزيد خطر انتشار العدوى في حال التقاط الفيروس.

دار الأيتام الإسلامية من دور الأيتام التي تقيّدت بالتعليمات الوقائية التي تعني الأطفال، خصوصاً أن الكل يعرف أن خطر انتقال الفيروس قد يزيد لديها لاعتبار أن قسماً من الأطفال يمضي عطلة نهاية الأسبوع في المنزل ويعود خلال الأسبوع إلى الدار. في هذا الشأن يوضح طبيب الصحة العامة في دار الأيتام الإسلامية ومسؤول المراكز الصحية الدكتور هشام اللبان أن الدار تستقبل الأطفال الذين يمكثون طوال الوقت فيها ولا يغادرونها إضافةً إلى أطفال يتوجهون إلى منازلهم في عطلة نهاية الأسبوع. وفي هذا الظرف من الطبيعي التعاطي مع كلّ بحسب وضعه. "عندما صدر قرار وزارة التربية والتعليم العالي بإقفال المدارس، من المؤكد أننا التزمنا به وأطفالنا الذين هم في المدارس الرسمية أرسلوا إلى بيوتهم. علماً أن ثمة أطفالاً يذهبون عامةً في عطلة نهاية الأسبوع إلى منازلهم ويعودون خلال الأسبوع، وهي الحالات التي يصعب التحكم بها".

بهدف الحد من انتقال الفيروس من هؤلاء الأطفال الذين يخرجون من الدار ويعودون إليها، تتَّخذ إجراءات معينة لدى عودتهم، بحسب الدكتور اللبان. فإضافةً إلى قياس الحرارة لدى عودتهم، تم التشديد على التوعية حول أهمية النظافة الشخصية قبل مغادرتهم الدار والتزامهم بكافة التعليمات الوقائية في منازلهم تجنباً لنشر العدوى. لكن يؤكد الدكتور اللبان أنه حتى في حال قياس الحرارة عند عودتهم يمكن ألا تظهر أية أعراض إلى أن يصبح الفيروس نشطاً في الجسم في حال الإصابة به. وبالتالي في حالة هؤلاء الأولاد لا يمكن الجزم، لكن تبقى التوعية أساسية والإرشاد، فيما لا يمكن تأكيد مدى التزام الأطفال بالإرشادات التي تعطى لهم ولا تعرف الخلفية الثقافية في المنازل. لكننا شديدو الحرص وأراقب كطبيب، إضافة إلى المشرفات، حالة الطلاب وأية أعراض تظهر عليهم. أما بالنسبة إلى باقي الأطفال عامةً فتلتزم الدار بالتوجيهات بمنع التجمعات، كما أوقفت الأنشطة بناء على تعليمات وزارة الصحة. يضاف إلى ذلك الالتزام بتوجيهات التعقيم في مختلف الأماكن والأسطح وتوعية الأطفال حول إجراءات النظافة اللازمة وغسل اليدين قبل الأكل وبعده وبعد دخول الحمام. "ثمة أطفال يمكثون في الدار أيضاً وهم الأيتام الذين لا عائلات لهم ويصل عددهم إلى 200. قد لا تكون هناك مشكلة معهم لاعتبارهم لا يخرجون من الدار، خصوصاً بعد أن أوقفنا الأنشطة الخارجية في الفترة الحالية إلى ان تفتح المدارس أبوابها. ويلفت الدكتور اللبان النظر إلى أنه ليس سهلاً نقل ثقافة جديدة إلى المواطنين عامةً، فهذا التغيير قسري الآن، لكن من الطبيعي أن يتم تدريجاً لأن هذه الثقافة لم تكن موجودة أصلاً في ما يخص الإجراءات الوقائية الواجب اتخاذها.

أيضاً وأيضاً التزمت جمعية المبرات الخيرية بكافة التعليمات بحسب الأستاذ ابراهيم علاء الدين من مديرية الشؤون الرعائية. فتم التركيز بشكل خاص على حملات التوعية وعلى المنشورات التوجيهية. يضاف إلى ذلك أنه قبل إقفال المدارس تولّى المعلّمون توجيه الأطفال حول أهمية الحد من انتشار الفيروس وانتقاله من خلال الإجراءات الوقائية التي يمكن اتخاذها. لذلك تم التركيز على النظافة الشخصية التي تعتبر أساسية في هذه الحالة، إضافة إلى تجنب الاتصال المباشر والاحتكاك . "أيضاً في حال ظهور اية أعراض ومن قبل إقفال المدارس، طلبنا من أولياء اللأطفال عدم إرسال الأطفال في حال ظهور أية أعراض لديهم. كما قمنا بتعقيم الصفوف بشكل تام والمراحيض بمبيدات خاصة. التزمنا بكافة التعليمات من وزارتي التربية والصحة. وحتى قبل أن تقفل المدارس لم يحضر إلى المدرسة اي تلميذ كان مسافراً أو أهله كانوا مسافرين. وكنا شديدي الحرص على هذا الموضوع وندقق فيه. أما بالنسبة إلى الدروس، فنحرص على إرسالها إلى كافة الطلاب بشكل منتظم إلى البيت من خلال الموقع الخاص بنا".

كذلك أكدت منسقة البرامج في SOS السيدة جويل أبي سعد على الالتزام التام بإجراءات وزارة التربية وإرشاداتها في ما يتعلق بالأطفال. انطلاقاً من ذلك تم إقفال الأكاديمية والحضانة بمجرد صدور قرار إقفال المدارس ودور الحضانة. كما أنه من اللحظات الأولى التي ظهر فيها فيروس كورونا بدأ التوجيه والإرشاد والتشديد على إجراءات النظافة الشخصية مع الأطفال وضرورة غسل اليدين بشكل متكرر وعدم لمس الوجه وعدم المصافحة باليد كجزء من الثقافة الواجب نشرها في هذه المرحلة. وتشير السيدة ابي سعد إلى أنه لوحظ أن الأطفال الذين هم في سن 8 سنوات وما فوق هم الأكثر التزاماً بهذه الإرشادات لاعتبارهم يبدأون في هذه السن بإدراك خطورة الوضع والتقيّد بالتعليمات. "من اللحظة الأولى التزمنا بتعليمات وزارة التربية وبقرارها، وما من أنشطة تقام في الخارج ولا تعاطٍ للأطفال أو احتكاك مع الخارج حرصاً منا على الحد من انتشار الفيروس".

تلتزم مختلف الجهات هنا بتعليمات وزارتي الصحة والتربية في مواجهة كورونا، وتأخذ الموضوع على محمل الجد، لأنه لا يمكن الاستهانة به. لكن تبقى هنا مسؤولية الأفراد في المجتمع أساسية لأنه في حال تهاون أي من الأطراف المعنية تبقى الجهود المبذولة في هذا المجال غير كافية ودون جدوى لاعتبار أن الخطر في انتشار الفيروس يبقى موجوداً.


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم