حماية المسنّين أولوية ... كيف تواجه دور العجزة الكورونا؟

في ظلّ الإجراءات الوقائية التي تتبعها معظم المؤسسات، وبعد قرار وزارة التربية بإقفال المدارس لمنع انتشار الكورونا بين الطلاب، اتخذت غالبية دور العجزة في لبنان قرارات لحماية المسنّين الموجودين فيها من هذا الفيروس. وبالرغم من اتفاق هذه الدور على تطبيق إرشادات وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية بدءاً من التعقيم مروراً بغسل اليدين وصولاً إلى حلقات التوعية عن الكورونا، استحدث قسم مكافحة العدوى في دار العجزة الاسلامية وحدة فرز مجهّزة لأي حالة طارئة، والتزمت القيام بمتابعة طبية للمسنّين بإشراف فريق مختصّ، إضافة إلى التشدّد مع الممرضين والممرضات العاملين بوضع الكمامات والالتزام بأخذ الحرارة والمراقبة المضاعفة على صحة كبار السنّ. 

وفي الوقت الذي أكدت مديرة "دار العمر الطويل"، كلوديا كيرياكوس، أنّ الإدارة اتخذت إجراءات داخلية من تخفيف عدد زيارات الأبناء إلى الأهل، وفحص الزائرين قبل رؤية ذويهم كأخذ حرارتهم ووضع الكمامة، ومراقبة صحة المسنّين من قبل الفريق الطبي للمؤسسة لتفادي أيّة أعراض قد تطرأ على وضعهم الصحي، أعلن مدير مستشفى "دار الأمان" لرعاية المسنين، في بلدة العباسية في الجنوب، أسعد حيدر أنّ زيارات الأبناء والأقارب لذويهم قد توقفت منذ أسبوع تقريباً بغية حماية صحة كبار السنّ وتفادي تعرّضهم لأيّة مشكلة صحية، مضيفاً أنّ المستشفى مجهز بغرفة عناية ملطّفة. وفي حال لاحظ الممرّضون ظهور أيّة حالات، سوف يتم تحويلها إلى أقرب مستشفى أو إلى المستشفى الحكومي في بيروت. 

إلى جانب الوسائل التي تعتمدها دور العجزة، أكد الأخصائي في طب الشيخوخة الدكتور نبيل نجى في حديث لـ"النهار" مع الزميلة رولا معوّض أنّ كبار السنّ هم الفئة العمرية الأكثر خطراً، نظراً لضعف جهاز مناعتهم بسبب تعدد الأمراض الذي يعانون منها، كمشاكل في القلب والشرايين والسكري وضغط الدم والضغوطات النفسية. هذا وشدد على ضرورة العناية بكبار السنّ والمراقبة المضاعفة على أيّ تغيير غير مألوف قد يطرأ على نمط حياتهم، على غرار النوم الطويل وقطع الشهية والسعال والتعب والضياع، لأنّها قد تكون مؤشرات عن وجود التهابات في الجسم دون ظهور حرارة مرتفعة عليهم وحتى السُعال قد ينذر بضعف في الجهاز التنفسي. لذا، يجب مراجعة الطبيب لاتخاذ التدابير الصحية المناسبة.