الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

الثورة والثروة: وجه لبنان يتغيّر

سليم جريصاتي
Bookmark
الثورة والثروة: وجه لبنان يتغيّر
الثورة والثروة: وجه لبنان يتغيّر
A+ A-
إن أردنا تعريفاً سويّاً للثورة، فيكون أنّ الثورة هي مرحلة انتقاليّة بين نظام قديم يندثر ونظام جديد يتأسس، وبالتالي لا تحصل ثورة بالمفهوم المذكور إن لم يتوافر برنامج وريادة، فيكون الانتصار على قدر تحقق المرام، ولا تحصل ثورة بالمفهوم ذاته إن سادت الفوضى بارتداداتها الحتميّة والسلبيّة على أيّ نظام جديد ومأمول، فيخسر الجميع وفي مقدّمهم الوطن.من المعتمد أيضاً، على ما كان يقول نابوليون، أنّ ثمّة فئتين من الناس في الثورات، فئة تصنعها وفئة تستفيد منها، بحيث يكون الصانعون، من حيث يدرون أو لا يدرون، في خدمة مشاريع المستفيدين.إلا أنّه يبقى أنّ أقسى ما قيل في الثورات فإنّما أتى على لسان الفيلسوف الإغريقي أرسطو من أنّ أصحاب الفضائل لا يقومون بالثورات لأنّهم دائماً أقليّة في الشعوب. أما الكسندر سولجينتسين فأقرّ بأنّه فهم كذب الثورات في التاريخ، إذ هي تكتفي بإزالة أصحاب الشرّ ممن تُجايل، كما أصحاب الخير في تهوّرها، إلا أنّ الشرّ يعود كإرث ثقيل ومضاعف إليها. إنّ أسطع وأحدث دليل على صحة هذين القولين، على قسوتهما، هو ما سُمّي "الربيع العربي" والثورات التي نشهد.بصراحة كليّة، لست في معرض إنكار ما أتاه الحراك في لبنان من دعم ميداني وشعبي مباشر لعناوين الإصلاح، كي تصبح هذه العناوين واقعاً ملموساً، ذلك أنّ الشعب الذي يعاني إنّما يعبّر عن معاناته بالوسائل المتاحة في دائرة القانون والحريّات العامة، كالتجمّع (التظاهر) والتعبير عن الرأي. إنّ ما أرنو إليه في هذه المقالة هو مجرّد تحذير الحراكيين أو الثوار مما سبق إيراده من آراء قيّمة عن الثورات في العالم، مضيفاً أنّ الثورة غالباً ما تأكل أولادها إن لم يحسنوا إدارتها وترقّب مفاعيلها ومواكبتها، وهي لن تكون ثورة إن تعاملت بالتسلّط مع الناس، من أصحاب الشرّ أو الخير معاً، فتمنع عنهم الحريّات من خارج دائرة القانون وتنشئ لدى المستهدفين ردّات الفعل، عن حقّ أو خطأ،...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم