التحضيرات مستمرّة لحدث "إكسبو دبي 2020" كلمات بجمالية محترفة ومقاعد بلمسة لبنانية

هذه السنة سيكون العالم العربي على موعد مع أول إكسبو دولي يقام في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا، اذ تستضيف دبي في الامارات العربية المتحدة "إكسبو 2020" بعنوان "تواصل العقول وصنع المستقبل".

منذ الاعلان عن استضافة الامارات "اكسبو دبي" بدأ التخطيط والعمل على بناء الموقع، الذي يضم 86 مبنى متعدد الاستخدامات تتوزع على ثلاث مناطق هي الفرص، والاستدامة، والتنقل، التي تمثل موضوعات إكسبو 2020 الثلاثة والتي ستستضيف نشاطات حية واستعراضات مبهرة.

في وسط الموقع، جناح الوصل، اذ تمثل ساحة الوصل قلب إكسبو النابض، وستصل بين مناطق الموضوعات الثلاثة، الفرص والتنقل والاستدامة، وستوفر نقطة محورية للزائرين خلال الحدث الدولي الذي يستمر ستة أشهر. وقد صممت ساحة الوصل، التي تضم القبة ذات الشكل الهندسي المميز، التي ستزود بأحدث أجهزة العرض لتصبح أكبر شاشة عرض في العالم بزاوية 360 درجة. وتحوي قبة الوصل مساحة 724 ألف متر مكعب.

ومن المتوقع أن يستقطب هذا الحدث العالمي 150 ألف زائر يوميا خلال فترة انعقاده من 20 تشرين الأول 2020 إلى 10 نيسان 2021.

زائرو الموقع سيكتشفون 3 مناطق أساسية تحيطها الجناحات الأخرى التي يتميّز كلّ منها بطابع هندسي خاص. الجناح الأساسي الأول هو جناح الفرص، الذي يمتد على مساحة 4500 متر مربع وقد تم تشييده باستخدام مواد طبيعية وعضوية قابلة لإعادة التدوير. ويتميّز الجناح بتصميمه الحلزوني.

كما سيستمتع زائرو موقع "اكسبو 2020" بجولة عبر العصور في جناح التنقل الذي سيضم في هندسته الفريدة عرضاً لكل أنواع التنقل عبر العصور، مروراً بوسائل تنقل حالية ورؤية مستقبلية.

أما جناح الاستدامة، فسيوفر للزائرين مساحة لاستكشاف العلاقة بين الإنسان والطبيعة. هندسياً يغطي الجناح مظلّة شمسية تضم أكثر من ألف لوح شمسي، كما تتوزع في حدائقه 18 شجرة لتوليد الطاقة. ويعتبر هذا المبنى مكيفاً ذاتياً 100% وسط صحراء الامارات.

يقول المتحدث الرسمي نائب رئيس الاتصال في "إكسبو 2020 دبي" محمد عيسى الأنصاري، إننا "وعدنا العالم بإكسبو استثنائي من الجانب الثقافي، الابداعي والاقتصادي...". ورأى في حديث لـ"النهار" أن "اكسبو 2020 يعتبر جانباً مشرقاً للمنطقة ليكون النقاش عن كيفية التقدم والنظر الى الامام من دون أن ننسى ثقافتنا وهويتنا".

زائرو الموقع سيكتشفون أيضاً تفاصيل رائعة في الهندسات الداخلية والخارجية للمباني، حتى مناطق الاستراحة زوّدت بمقاعد فريدة وتصاميم تحاكي الحدث. ومن خلال هذه المقاعد ستتحول اللغة العربية إلى أشكال فنية رائعة لتنتشر في أرجاء موقع "اكسبو 2020".

صممت هذه المقاعد المستوحاة من الخط العربي، لتتوزع في أرجاء الموقع. وقد صَمّمها المهندس آصف خان، بالتعاون مع خبيرة الخط العربي اللبنانية لارا قبطان. اختيرت الكلمات بعد إشراك الجمهور عبر مواقع التواصل الاجتماعي لاختيار الأكثر دلالة منها وتعبيرا، ولتكون أفضل ما يعبر عن شعار الإكسبو.

"مسؤولية كبيرة" كانت أمام هذه الفنانة اللبنانية التي وضعت تصوراً للأفكار التي تقوم عليها مناطق الموضوعات الثلاثة، "هو قدرة الحروف العربية على تجسيد الحركة والديناميكية".

أما على المستوى الحرفي، فتقول قبطان لـ"النهار"، "إن الخط العربي كان نقطة انطلاقتي. فبعد العديد من المحاولات والتجارب والأخذ في الاعتبار رضى العملاء، جاء أسلوب خط الشكستة من القرن السابع عشر، الحجر الأساسي لتشكيل أعمالي. قمت بعدها بإضافة عنصر الفن المعاصر من خلال النظر إلى أعمال الفن التجريدي مثل فن كارل أندره وكذلك التفاصيل المجردة للعمارة الإسلامية".

صممت قبطان هذه المقاعد بالتعاون مع المهندس آصف خان، حيث جُمعت الكلمات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وخضعت للدراسة والمناقشة في ورشة عمل مع مجموعة ضمّت 30 من شباب الإمارات المحترفين.

دور هذه الشابة اللبنانية كان التفكير في مفهوم الشكل للمقاعد في المجال العام، "قمت بتصميم الكلمات الـ 52 من شكلها الخطي إلى حروف مرسومة باليد ومن ثم إلى الرسم الرقمي النهائي. وساعدت في مرحلة لاحقة في التحقق مما إذا كانت الإصدارات ثلاثية البعد تحتفظ بجوهر التصميم إضافة إلى وضوحه. وبالطبع كان هناك العديد من المراحل في هذه العملية".