الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

"المجلس الوطني" عاد إلى الائتلاف / غليون لـ"النهار": الميدان هو الفصل

المصدر: خاص-"النهار"
موسى عاصي
A+ A-

يستعد "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية" لخوض معركة ديبلوماسية تبدو محسومة سلفاً لمصلحته في الايام المقبلة مع النظام السوري وساحتها ستكون هذه المرة جامعة الدول العربية والمقعد السوري الخالي فيها منذ تعليق عضوية سوريا في الجامعة في 12 تشرين الثاني 2011.


وكشفت أوساط الائتلاف لـ"النهار" أن نقاشاً يجري مع الجامعة وأمينها العام نبيل العربي من أجل اعطاء المقعد للائتلاف السوري المعارض، وذلك تمهيداً لمشاركته رسمياً في القمة العربية في دورتها الرابعة والعشرين المنتظرة في الكويت في 25 آذار و26 منه، وأن معظم دول الجامعة لا تعارض هذا الأمر. وتتوقع أوساط الائتلاف أن يحسم الموقف خلال لقاء وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم في مقر الأمانة العامة للجامعة العربية بالقاهرة في 5 آذار و6 منه.
وعلمت "النهار" أن الائتلاف السوري يرشح المعارض هيثم المالح مندوباً في القمة العربية. وتحدثت أوساط في اسطنبول الى "النهار" عن تلقي أعضاء الهيئة رسائل الكترونية من قيادة الائتلاف تدعوهم للتصويت للمالح في حال اتخاذ المجلس الوزاري العربي قراراً بذلك.


المنطقة العازلة ضرورة


في هذه الأثناء يتقدم خيار الميدان السوري على ما عداه في مرحلة تراجع المراهنة على مفاوضات جنيف بعد توقفها في 15 شباط الماضي. وفي انتظار ما سينتج من اللقاء المتوقع منتصف آذار الجاري للممثل الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الأخضر الابرهيمي والأمين العام للأمم المتحدة بان كي - مون وعرض الابرهيمي تقريره امام مجلس الأمن، يستعد الطرفان السوريان عسكرياً لتحسين المواقع كل في منطقة يعتقد أنه قادر على الحسم فيها، فالنظام يحضر لمعركة فاصلة في القلمون، فيما تستمر تحضيرات المعارضة العسكرية في الجنوب السوري (الحدود مع الاردن). وأبلغت اوساط الائتلاف السوري "النهار" أن اقامة منطقة آمنة في الجنوب "تؤدي الى توسيع حركة الجيش السوري الحر باتت ضرورة" بعد تعنت النظام في جنيف وإصراره على قطع الطريق على أي تقدم في المفاوضات.
ومع تأكيد هذه الأوساط أن اتصالات مكثفة تجري مع "الدول الحليفة" لاقناعها بتزويد "الجيش السوري الحر" سلاحاً مضاداً للطيران "من دونه لن تنجح أي هجمات في تعديل موازين القوى"، صرح المعارض السوري برهان غليون لـ"النهار" بأن "الميدان هو الفصل" وأن "على الدول الحليفة والصديقة أن تقتنع بتقديم دعم عسكري للجيش الحر قادر على تعديل موازين القوى وخصوصاً من خلال تزويده سلاحاً متطوراً وفرض منطقة حظر جوي". ورأى "أن العودة الى المفاوضات باتت صعبة في المرحلة الحالية، خصوصاً أن الروس ابلغونا خلال مفاوضات جنيف أن لا مجال للحديث عن تشكيل الهيئة الانتقالية". ولاحظ أن الموقف الروسي المصر على بقاء نظام الاسد قبل أحداث اوكرانيا سيزداد اصراراً بعد هذه الأحداث، مشيراً الى أن "الروس يراهنون اليوم على تقدم قوات النظام في الميدان وعلى قدرته على الحسم العسكري".


تأجيل الهيئة العامة


في غضون ذلك، حظي الائتلاف السوري المعارض بجرعة دعم قوية على مستوى المعارضة، فبعد يومين من النقاشات في جلسة عامة لـ"المجلس الوطني السوري" في اسطنبول قرر المجلس العودة الى الائتلاف بتصويت الغالبية وذلك "من أجل دعم وحدة المعارضة السورية في المعركة السياسية التي تخوضها في جنيف"، وذلك بعد مقاطعة دامت نحو شهرين بدأت قبل انطلاق مفاوضات جنيف في 22 كانون الثاني الماضي.
وعلم من مصادر المجلس في اسطنبول أن وعوداً تلقاها "المجلسيون" بأخذ انتقاداتهم لقيادة الائتلاف في الاعتبار وخصوصاً على مستوى اتخاذ القرارات. وعلمت "النهار" في هذا الاطار ان اقتراحاً بتشكيل مكتب سياسي للائتلاف توكل اليه مسؤولية اتخاذ القرارات سيدرس في اجتماع الهيئة العامة للائتلاف.
وقد تأجل انعقاد الهيئة العامة من يومي 8 آذار و9 منه الى 14 و15 منه، وذلك افساحاً في المجال للإطلاع على مساعي الإبرهيمي في نيويورك ونتائج جلسة مجلس الأمن. وعلق غليون على هذه التحضيرات بقوله إن لا مفر من العودة الى طاولة المفاوضات في جنيف و"لكن في ظروف مختلفة" شرطها الاساس هو اقرار الامم المتحدة ومجلس الامن أو بان كي - مون والإبرهيمي بأن هدف المفاوضات هو الانتقال السياسي وأن النظام مستعد للدخول بشكل جدي في عملية المفاوضات من أجل نقل السلطة.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم