الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

ليلى جعجع الأمّ المسحوقة بموت أولادها "الملائكة" (فيديو)

ليلى جعجع الأمّ المسحوقة بموت أولادها "الملائكة" (فيديو)
ليلى جعجع الأمّ المسحوقة بموت أولادها "الملائكة" (فيديو)
A+ A-

مهما حاولنا استحضار كلمات مرادفة لكلمة "خسارة"، فهي لن تفي حجم المأساة التي يشعر بها أولياء أمور الأولاد الأربعة، ثلاثة أشقاء ونسيبتهم، الذين قتلوا صدماً في ساعة متأخرة من ليل السبت في ضاحية أوتلاندز غرب سيدني، بعدما أنهى حياتهم سائق مخمور (29 عاماً) الذي "سيمثل أمام المحكمة بعدما وجهت إليه 20 تهمة بينها القتل غير العمد والقيادة تحت تأثير الكحوليات"، وفق ما أفادت الشرطة الأوسترالية.

الفجيعة حلّت على دانيال عبدالله وزوجته ليلى جعجع اللذين خسرا أولادهما الثلاثة أنتوني (13 عاماً)، أنجلينا (12 عاماً)، سيينا (9 أعوام)، لتكمل الفاجعة مسارها آخذة معها ابنة قريبتهما بريجيت، فيرونيك صقر (11 عاماً).

وكالة "فرانس برس" نقلت عن مصدر تأكيده أنّ جميع الأولاد الذين ذهبوا ضحية اللا مسؤولية، وقد "كانوا على الرصيف عندما قفزت سيارة رباعية الدفع واصطدمت بهم"، فسقطت ورقة الأولاد الثلاثة لدانيال وليلى وقريبتهما بريجيت، فيما أصيب ثلاثة آخرون، من بينهم نجل دانيال وليلى وفتاتان، نقلوا إلى المستشفى حيث يعالجون وحالهم مستقرة.

ونشرت صحيفة "الدايلي ميل" الأوسترالية صورة قالت إنّها تعود إلى السائق المخمور لحظة القبض عليه من الشرطة الأوسترالية.

العائلة المؤمنة أثبتت في هذه اللحظات العصيبة تماسكها، لا سيّما الأمّ ليلى التي تؤكد أنّ أولادها لم يفارقوها، بل هم ملائكة تشعر بوجودهم معها. القوة التي تحلّت بها ليلى أمام عدسات الكاميرا أوجدت مشهداً مؤلماً. وقفت متماسكة، ضبطت دموعها وتكلّمت عن أولادها ومزاياهم ووصفت وضعها بـ"غير الواقعي" لأنها لم تتقبّل بعد خسارتهم: "نحبّ أولادنا كثيراً، أشعر بأنهم بجانبي يعانقونني، وما زلت أنتظر عودتهم إلى المنزل، لقد فتحت عينيّ هذا الصباح، وكنت أنتظر أنتوني وأنجيلينا وسيينا وهم يلعبون مع بعضهم".

تعترف بأنها "مفطورة القلب": "علّمنا أولادنا أن يكونوا مؤمنين وطيبين. الرب كان دائماً معنا، لكنني لم أطلب أن يأخذ أولادي. كنت دائماً أدعو في صلواتي من الله بأن يسلبني أي شيء باستثناء أولادي، وأعترف لكم: أشعر بالحزن وقلبي مكسور، لكنني أشعر بسلام داخلي لأنني أعلم بأنهم في مكان أفضل. فأولادي أصبحوا ملائكة وأستطيع أن أشعر بوجودهم بيننا".

وتابعت في الرسالة المؤثرة أنّ المرء لا يأخذ معه إلا أعماله الحسنة، والقصص عن أولادها لا تنتهي، ولكن "هذه مشيئة الله"، وفق ما عبّرت ليلى.

القوة التي تتحلّى بها ليلى جعلتها تقدّم أبهى صورة عن الإنسانية في عزّ الوجع: "أنا لا أكرهه (السائق)، لا أريد رؤيته، لكنني لا أكرهه، هذا ليس من شيمنا كمؤمنين بديننا، سامحته، لكنني أيضاً أريد أن تأخذ العدالة مجراها وأنا واثقة من حدوث ذلك".

الوالد المفجوع دانيال عبد الله أطلّ على الصحافيين بعد الحادثة قائلاً: "لقد فقدت (أول من) أمس ثلاثة من أطفالي، ابنة عمي بريجيت فقدت ابنتها أيضاً. أشعر بأنّي مخدّر، هذا هو على الأرجح ما أشعر به في الوقت الراهن"، مضيفاً: "كل ما أريد أن أقوله هو، من فضلكم أيها السائقون، كونوا حذرين. هؤلاء الأولاد كانوا يمشون ببراءة ويستمتعون بصحبة بعضهم البعض، وهذا الصباح استيقظت وقد فقدت ثلاثة أولاد".

وعن أولاده، قال إنّ ابنه أنطوني كان يحب كرة السلة، وقال له صباح اليوم المشؤوم إنه سيلعب من أجل كوبي براينت. أما ابنته أنجلينا، فقال إنّها كانت دائماً موجودة لمساندته، في حين أن ابنته الأخرى سيينا كانت نجمته الصغيرة التي تحب التمثيل.

وتوجه إلى كلّ الاهالي بالقول: "أحبوا أولادكم لأنكم لا تعلمون ما الذي قد يحدث".

من جهته، تضامن رئيس الحكومة #حسان_دياب، عبر حسابه في "تويتر"، مع العائلة اللبنانية قائلاً: "المأساة التي أصابت أهلنا في أوستراليا بخسارة 4 أطفال لبنانيين، من بينهم 3 أشقاء، آلمتنا كثيراً، وهي فاجعة أصابت لبنان وليس فقط ذوي الضحايا. لبنان كله يشعر بالأسى. رحم الله الضحايا وألهم ذويهم الصبر".

وأعلنت وزارة الخارجية والمغتربين، في بيان، أن وزير الخارجية ناصيف حتي "أعطى تعليماته إلى سفير لبنان في أوستراليا لمتابعة الموضوع، وتقديم كل مساعدة ممكنة إلى أهل الضحايا".

وغرّدت أيضاً وزيرة العدل ماري كلود نجم عبر "تويتر" قائلةً: "‏كأمّ أشارك عائلة عبد الله المفجوعة حزنها ولوعتها على فقدان الأطفال الأربعة الذين دهستهم سيارة في أوستراليا، وكوزيرة للعدل أتعهد لها وللبنانيين أن أتابع بالتنسيق مع وزارة الخارجية والمغتربين التحقيقات التي تجريها السلطات القضائية المختصة، حتى جلاء الحقيقة".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم