ما سر عزوف سكان الضفة عن المشاركة في التظاهرات؟
شهدت العديد من المدن الفلسطينية سواء في قطاع غزة أو الضفة الغربية تظاهرات حاشدة، احتجاجاً على الخطة التى أطلقها الرئيس الأميركى دونالد ترامب لإحلال السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، والتي اعتبرها الفلسطينيون محاولة أميركية جديدة تهدف لتجريدهم من هويتهم.
تأتي هذه التظاهرات تزامناً مع إعلان الرئيس الفلسطيني أبو مازن عن استعداد السلطة الفلسطينية إلى التصعيد في حالة إصرار واشنطن على فرض هذه الصفقة على الشعب الفلسطيني، داعياً في الوقت ذاته كل الفصائل المقاومة إلى التشاور حول رد موحد.
عدد المشاركين في التظاهرات في الضفة الغربية بدا هزيلاً مقارنة بقطاع غزة، فبعد مرور اليوم الأول من اندلاع الاحتجاجات الشعبية بدأ عدد المحتجين يتناقص تدريجياً ما يطرح أكثر من علامة استفهام عن سبب عزوف سكان الضفة عن المشاركة رغم رفضهم القاطع للصفقة الأميركية.
المراسلون الميدانيون في الضفة يتحدثون عن قناعة راسخة لدى السكان هناك أن خطة ترامب لن تغادر مكتبه، فتوقيت الإعلان عليها يثبت بما لا يدع مجالاً للشك عدم جدية الإدارة الأميركية في تطبيق هذه الصفقة بل هي مجرد مناورة سياسية لتحويل الخطاب العام عن التهم القانونية التي يواجهها كل من ترامب ونتنياهو.
بعض السكان أيضاً عبروا عن تخوف من انزلاق الوضع نحو موجة تصعيد وتحويل الضفة بالتالي إلى قطاع غزة جديد بعد أن كان ينعم إلى حد ما بنوع من الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي.