الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

أنا فاتن أمُّ البطل محمود

فاتن مرعشلي - لبنان
Bookmark
أنا فاتن أمُّ البطل محمود
أنا فاتن أمُّ البطل محمود
A+ A-
 في بداية تشرين الثاني من عام 2001، علمتُ أني حامل بطفلي البكر. عشتُ أشهر الحمل كأي عروس بعمر الـ21 عاماً تنشغل في حياكة القصص اليومية في خيالها عن طفلها الجميل الذي ستلعب معه وتخطط لمستقبله القريب والبعيد، ولأشيائه الصغيرة وملابسه وألعابه.في تموز من العام 2002، ولد طفل يخطف القلب برقته وسحره. ولد طفلٌ سليمٌ، وما إن بلغَ عمر السنتين حتى تراجع صحيّاً وظهرَت عليه عوارض التوحّد.لم أكنْ أعي المعنى الحقيقي لهذه الكلمة التي قلبَت حياتي رأساً على عقب، من عروس بعمر الـ 22 عاماً، تعيشُ حلمَها المثالي مع طفلها "اللعبة"، إلى امرأة تعيش كابوس الصدمة والاكتئاب.منذ لحظة تشخيص مرض طفلي، عشتُ مراحل الحزن الخمس. ومن أكثر المراحل التي استهلكتني نفسياً وجسدياً كانت مرحلة الاكتئاب التي عشتها لسنين قبل الوصول لقبول تام وحقيقي للواقع.كان طفلي الصغير يدور ويستمتع بالدوران حول نفسه مثل الدراويش ويعيش في عالمه الذي لا أعلم عنه شيئاً. تارّة يبكي بحرقة ويضحك بطريقة هستيرية تارة أخرى. وخلال حركته هذه، تبكي طفلتايّ التوأم معه وتدوران معه حول نفسيهما، في حين أتسمّر أنا على الكنبة أضرب وجهي وأكلِم نفسي: "اصحي من هذا الكابوس رجاءً"، ثم أكلّم الله بصوت عالٍ :"يا الله ما هو هذا التوحّد؟ هل هو نوع من أنواع الجنون؟". ثم...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم