هديةٌ من الله حصلتُ عليها بسعادة

بعد ستة أشهر على ولادتي، ظهرت أعراض مرض مجهول في عيني اليمنى. وبعد فحوص دقيقة، تمّ الإجماع على أنّه سرطان في العين، أو ما يُعرف علمياً باسم Retinoblastoma، وهو ورم في شبكية العين، يصيب الأطفال من عمر شهر حتى عمر السنيتن فقط، ونسبة ظهوره 1/18000 شخص حول العالم. أجمع الأطباء على أنّه يجب استئصال العين اليمنى بالكامل، لحماية الدماغ والأنف والعين اليسرى من العدوى وانتقال الورم إليها. فأجريت الجراحة في الشهر الأول من 1995 في حلب، حيث وُلدت، وكان عمري حينها ستة أشهر. وفي الشهر السادس من 1995، لاحظ والداي ظهور الأعراض عينها على العين اليسرى، وبعد فحوص دقيقة، دلّت النتيجة أنّ العين اليسرى مُصابة بالسرطان نفسه، وبالتالي كان رأي الأطباء استئصالها فوراً.رفض والداي كلياً استئصال العين الوحيدة المتبقية لطفل في عمر السنة. بدأت أمي بالسفر بي إلى الدول العربية المجاورة (الأردن، لبنان، وغيرهما)، وكان قرار كلّ الأطباء وجوب استئصال العين، إلى أن نصحها أحدهم بالسفر إلى ألمانيا للعلاج. وبالفعل، تحضّر والداي للسفر. وفي كانون الأول من سنة 1996 وصلنا إلى ألمانيا، وبدأتُ بالفحوص. قال لنا الأطباء أنّه يوجد مستشفى واحد فقط في ألمانيا متخصّص بأورام العين. فتمّ تحويلي إلى ذلك المستشفى التابع لإحدى جامعات منطقة إسن. قال الأطباء لوالديّ أنّ لا علاج لهذا المرض، لكن يمكنهم القيام ببعض التجارب التي قد تنجح أو تفشل، وكان الشرط هو أن توقّع أمي على...