السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

أمي التي صلّت لي وانتشلتني من موتي

ربيع - لبنان
Bookmark
أمي التي صلّت لي وانتشلتني من موتي
أمي التي صلّت لي وانتشلتني من موتي
A+ A-
تصعب عليَّ استعادة ذكريات لطالما أردتُ أن أنساها، لكن هذه الذكريات هي التي جعلتني ما أنا عليه اليوم. ولدتُ في عائلة بسيطة الحال، وكان والدي مزاجياً، قاسياً أحياناً، حنوناً ومحباً أحياناً أخرى. أما والدتي فامرأة صبورة وشجاعة، تتحمّل الظلم من زوجٍ مدمنٍ على لعب الميسر، فكانت حياتي إذ ذاك معلّقة بالربح والخسارة. كلما ربح أبي، عشنا أجواءً هادئة، وعند الخسارة كنا نتعرض لأصعب اللحظات والمواقف، من ضرب وعنف وتعذيب، مما وجد لدي شعور بالنقص والدونية حيال أصدقائي.بأحاسيس محطّمة وقلة ثقة بالنفس، كنتُ أتمنّى الهروب من وضعي. وفي العاشرة من عمري، ترك أبي المنزل، فتحوّلتُ من طفل ما كاد أن يكون مراهقاً بعد إلى رجل. شرعتُ أعمل على إثبات وجودي أینما ذهبت. ظننت أنّ هذا كان كافياً للنجاح. لكنّ شعوري بالنقص وعدم الانتماء والخوف من المستقبل تشبّث بي، فأصبحتُ شخصاً يمكن الاعتماد عليه، بيد أنّ في داخل طفلاً لا يزال بحاجة إلى أمان وحبّ. كنتُ أنظر إلى غيري بحسد. لطالما أردتُ اللعب، لكنّني كنت أقول في قلبي إنّني رجلٌ ولستُ طفلاً، بالرغم من صغر عمري. في تلك الفترة، بينما كنتُ أكبرُ بين شعورين يتجاذبانني، أصبحتُ في الرابعة عشرة، وبدأتُ أكتشفُ نفسي. وجدتُني شخصاً لا يعرف الخوف، متهوراً، ممزوجاً بمشاعر عدّة، تتخبّط بداخله تارة شخصية قوية وطوراً شخصية هشّة، طافحة بنقاط الضعف.يوماً بعد يوم، أصبحتُ...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم