الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

"قيامة الألوان" معرضًا فنيًّا كبيرًا واستثنائيًّا لإيتل عدنان: خجل الموت من رؤية نفسه عارياً في غمرة الصمت الأقصى

عقل العويط
عقل العويط
Bookmark
"قيامة الألوان" معرضًا فنيًّا كبيرًا واستثنائيًّا لإيتل عدنان: خجل الموت من رؤية نفسه عارياً في غمرة الصمت الأقصى
"قيامة الألوان" معرضًا فنيًّا كبيرًا واستثنائيًّا لإيتل عدنان: خجل الموت من رؤية نفسه عارياً في غمرة الصمت الأقصى
A+ A-
تعرض "غاليري صفير زملر" ابتداء من اليوم 23 الجاري، أعمالًا فنيّة جديدة ومتنوّعة للرسّامة والشاعرة والكاتبة الكبيرة إيتل عدنان، النضرة والفتيّة والطليعيّة والباحثة دومًا عن تخطّي ذاتها (احتفلت بعيدها الخامس والتسعين قبل أيام). يضمّ المعرض الاستثنائيّ هذا، لوحاتٍ زيتية ورسومًا مائيّة أنجزتها خلال العامين الفائتين، إلى دفاتر فنيّة، وكرّاسات كتابيّة مزيّنة برسوم، وأعمال أخرى وبُسُط من مراحل الستينات، تعكس اهتماماتها التشكيليّة، كما الأدبيّة، الشعريّة والتأمليّة الفكريّة النثرية.شيءٌ في العالم الذي تجرّده لوحة إيتل عدنان، يمنح الحياة أن تحيا.يمكنني أنا الرائي أن أشهد. وأن أجزم.حياتي التائهة في البراري، تحت القمر والنجوم، المنتظرة قدومي وهي على رأس جبل، وأحياناً المنتظرة أنفاسي وأنا في القاع، أسمعها تناديني وتسألني أن أبتسم، وأن أغنّي، كي لا تصاب اللوحة بخيبة أمل.ليست اللوحة هي التي ستُصاب بخيبة أملٍ، في حال امتناعي عن التلبية، بل الحياة بالذات، هذه التي يتسنّى لها أن تولد كلّما دعتها الرسّامةُ الشاعرة إلى الاقتراب من تجريدات العطر واللون.لا بدّ من أن حياتي مدركةٌ تماماً أن اللوحة هذه، تستعجلني الانضمام إليها لنصير معاً، هي وأنا، في وجدان الشكل، في أحجامه، في خطوطه وموسيقاه، فأكتسب من جرّاء ذلك شكلاً غير متاحٍ لي في الواقع. بل يُتاح لي فقط في الافتراض والتخييل والتصوّر. إنه الشكل. فلا بدّ من أن أنمو فيه لأصيره، وليصير هذا الشكلُ إيّايَ، كأن ما سينتابني حينذاك يصبح شأناً متصلاً بإيقاع العقل وهندساته التخييلية.والشكل هو اللون مطلقاً. لأجل ذلك، يملأني اللون المجرّد، المتّخِذ شكلَه المستحسَن في الليل المدلهمّ.مثل هذا اللون يمنح الحياة أن تنادي قمراً. ويمنح القمر أن ينادي ذاته، وأن يتخلى عن الذات، وهو يتلاعب بفكرة الجبل، هذا الذي يستأنس بكونه يصير مؤنسناً.كيف يصير هذا كلّه، في غفلةٍ من الوقت؟! وفي انسحابٍ من المكان؟!كيف يُتاح للعقل، للفكر، للشعر، للشرط البشري، أن يصير لوحةً ليليةً تروّض الموتَ، تدجّنه، وتعطيه الفرصة ليصبح هو الحياة؟!ليست اللوحة ليليةً فحسب، وليس هو الليل وحده، بل الفجر، بل طلوع الضوء. حيث في هذه اللحظة بالذات، يخجل الموت من رؤية نفسه عارياً في غمرة الصمت الأقصى.أنا الشاهد، يمكنني أن أشهد، وأن أجزم.حتى لأراني أواصل مغازلةَ الموت المدجَّن في هذه اللوحة، التي ينخرط دمي في شكلها انخراطاً منساباً وليّناً، أقرب ما يكون إلى تيه العقل، وقبوله بالنعمة.أفترض أن اللوحة تتحوّل آنذاك، لتصبح مأدبةً صافيةً للكون، للوجود، للحبّ، للسلام، للالفة التي توحّد المتناقضات، وتعطيها فرصةَ أن تصنع عائلةً، قوامُها...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم