الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

بيروت تحترق ولبنان يغرق

سمير عطاالله
Bookmark
بيروت تحترق ولبنان يغرق
بيروت تحترق ولبنان يغرق
A+ A-
يروي الرئيس اليمني السابق، علي ناصر محمد، في "مذكرات وطن" أنه في زيارته الأولى للبنان، العام 1968، دخلت الطائرة أجواءنا فقام اليه ربانها ودعاه إلى قمرة القيادة قائلاً: "من عندي تبدو جنة الله على الأرض أكثر جمالاً".مساء السبت الماضي كنت في دارة الرئيس علي ناصر في بيت مري. تطلعت من النافذة وسألته، كيف تبدو لك تلك الجنة اليوم؟ ولم يجب الرجل القادم من "جنة عدن". بدا لبنان مطروداً من الفردوس الذي أعطي له، بالحجارة والقنابل المسيلة للدموع، غارقاً في "الصخب والغضب" ذلك العنوان الذي استعاره وليم فولكنر من شكسبير ليروي قصة انهيار "عائلة كوميسون" وتحللها في أربعة فصول.عندما احتل النازيون باريس أوهم هتلر حاكمها العسكري بالترفق بجمالياتها، لكن عندما بدأ ينهزم ويتراجع نحو قبوه في برلين، أمر حاكم باريس العسكري أن يحرقها. هي، واللوفر، والأنفاليد، ومقاهي السان جيرمان. وعرف الحاكم أنه إذا لم ينفّذ أوامر الفوهرر فسوف يعدم، لكن خياره كان سهلاً: باريس لا تُحرَق.أما بيروت، فلِمَ لا؟ كان لبنان يغرق وبيروت تحترق ذلك المساء ومنذ مساءات عدّة. حزيناً، تذكرت تضرّع جدتي في صلاتها كل يوم "ربي لا حريق ولا غريق ولا مشنشط الطريق". كان ذلك ابتهال الناس الأعازل، تعلموه من الأمثال، في بلد تطارده الحروب والمجاعات والهجرات الجماعية، كما لو كان لا يزال يتيماً عشيّة إعلان الدولة قبل قرن. فيما بيروت تحترق، والناس تحلم، علناً، برحمة القنصليات، وتتظاهر طلباً لتأشيرة إلى أي...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم