الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

اعتقالات أولى في إيران في قضية إسقاط الطائرة الأوكرانيّة روحاني يعتبره "خطأ لا يغتفر" واستمرار التظاهرات

اعتقالات أولى في إيران في قضية إسقاط الطائرة الأوكرانيّة   <br>روحاني يعتبره "خطأ لا يغتفر" واستمرار التظاهرات
اعتقالات أولى في إيران في قضية إسقاط الطائرة الأوكرانيّة <br>روحاني يعتبره "خطأ لا يغتفر" واستمرار التظاهرات
A+ A-

أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني أن بلاده ستبذل كل الجهود من أجل مواصلة تقصي الحقائق في حادث الطائرة الأوكرانية، التي أسقطت بصاروخ بعد إقلاعها من مطار الخميني في طهران الأربعاء الماضي، مما تسبب في مقتل ركابها الـ176.

تعهد روحاني -في كلمة بثها التلفزيون - ألا يتكرر مثل هذا الخطأ الذي اعتبره "لا يغتفر"، وطالب السلطة القضائية بتشكيل محكمة خاصة برئاسة قاض متخصص للنظر في الحادث، كما طالب أعضاء الحكومة بالوقوف إلى جانب أسر الضحايا.

ووصف اعتراف القيادة العسكرية بإسقاط الطائرة بأنّها خطوة جيدة، وقال إن على المسؤولين إيضاح سبب التأخير في إعلان أسباب سقوط الطائرة.

وأضاف أن المسؤول عن إسقاط الطائرة يجب أن يلقى جزاءه بمعزل عن منصبه، مشيراً إلى أن حكومته "مسؤولة أمام الأمة الإيرانية والدول الأخرى التي فقدت رعايا في الحادث".

ورأى أن "أميركا هي السبب الرئيس وراء كل هذه الأحداث وهي التي تسببت بوقوع مثل هذه الأحداث، ولكن هذا السبب لا يعد مبرراً لعدم البحث عن أسباب الحادثة بكل أبعادها".

وطالب أيضاً المسؤولين أن يشرحوا لماذا استغرق الإعلان عن سبب الكارثة الجوية كل هذه الفترة، قائلاً: "على المسؤولين أن يوضحوا كل مجريات القضية من صباح الأربعاء حتى الجمعة عندما طرحت القضية في المجلس الأعلى للأمن القومي". لكن "الأهم من كل هذا هو أن يطمئن شعبنا إلى أن الحادث لن يتكرر. القضية الأهم لشعبنا وشعوب العالم والملاحة الجوية هي عدم تكرار مثل هذه الحوادث وهو أمر يحتم إعادة النظر في النظم الداخلية والتعليمات والضوابط".

وفي تطور لاحق، صرح الناطق باسم الهيئة القضائية الإيرانية غلام حسين إسماعيلي، بأن السلطات اعتقلت أشخاصاً لدورهم في حادث الطائرة الأوكرانية. وقال: "أجريت تحقيقات واسعة وتمّ اعتقال بعض الأشخاص".

وأظهر تسجيل مصور على وسائل التواصل الاجتماعي، تجمع متظاهرين إيرانيين لليوم الرابع في جامعة بطهران احتجاجاً على طريقة تعامل الحكومة مع حادث الطائرة الأوكرانية.

وردا في أحد التسجيلات حشد عند جامعة بالعاصمة يهتف "أين العدالة؟" في استمرار التظاهرات التي تخرج يومياً منذ اعترف الجيش الإيراني السبت بإسقاطه الطائرة من طريق الخطأ.

اعتراف بعد إنكار

والسبت الماضي، جاء في بيان لهيئة أركان القوات المسلحة أن نظاماً دفاعياً جوياً تابعاً لها أسقط طائرة الركاب الأوكرانية إثر خطأ بشري، لحظة مرورها فوق منطقة عسكرية حساسة.

وكانت طهران قد أنكرت في البداية سقوط الطائرة بسبب صاروخ، وقالت إنها تمتلك أدلة مقنعة على ذلك. وعقب الإعلان توالت اعتذارات المسؤولين الإيرانيين عما جرى من طريق تغريدات على حساباتهم في "تويتر".

وأكد مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن روحاني قدم إليه اعتذاراً نيابة عن بلاده عن إسقاط الطائرة.

وكان زيلينسكي قال إن بلاده تصرّ على ضرورة اعتراف طهران بالذنب، معرباً عن أمله في تقديم إيران المسؤولين عن الحادث إلى العدالة، وإعادة جثث الضحايا، ودفع تعويضات، وتقديم اعتذار رسمي.

وقتل في الحادث 176 شخصاً كانوا على متن الطائرة المنكوبة، وهي من طراز "بوينغ 737-800"، معظمهم من حملة الجنسيتين الإيرانية والكندية، وبعضهم من أوكرانيا وأفغانستان وبريطانيا وأسوج.

وحصل الحادث بعد ساعات من إطلاق إيران صواريخ استهدفت قاعدتين عسكريتين في العراق يتمركز فيهما جنود أميركيون، رداً على اغتيال واشنطن قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الجنرال قاسم سليماني في بغداد.

دعوة لـ"الإيكاو"

وفي سياق متصل، دعت إيران المنظمة الدولية للطيران المدني "إيكاو" التي تتخذ كندا مقراً لها، إلى دعم التحقيق في إسقاط الطائرة الأوكرانية.

وقالت المنظمة في بيان الاثنين إنها قبلت دعوة الحكومة الإيرانية وسترسل فريقاً تقنياً من الخبراء لتقديم المشورة والمراقبة في التحقيق. ولا تشارك المنظمة عادة في التحقيق نفسه ولكن يمكن دعوتها للعمل بصفة مراقب.

وتقود طهران التحقيق، لكنها دعت فرقاً أجنبية عدة من الخبراء، بمن في ذلك خبراء من "بوينغ" إلى جانب خبراء إيرانيين وأوكرانيين، للمجيء إلى طهران ودراسة ظروف التحطم.

وأعلنت هيئة سلامة النقل الكندية ليل الاثنين أن محققيها الذين سيتوجهون الى طهران سيتمكنون من الاطلاع على تسجيلات الصندوقين الأسودين للطائرة المنكوبة والحطام.

ضغوط أوروبية

وفي الوقت نفسه، تزداد الضغوط الخارجية على إيران في موضوع الملف النووي، إذ أعلن الأوروبيون أمس مباشرة تطبيق آلية تسوية الخلافات التي ينص عليها الاتفاق النووي من أجل إلزام إيران احترام تعهداتها.

وأعلن وزراء الخارجية لفرنسا وبريطانيا وألمانيا في بيان مشترك مباشرة آلية تسوية الخلافات التي ينصّ عليها الاتفاق النووي الموقع بين طهران وست دول كبرى. وقالوا إن "دولنا الثلاث لا تنضمّ إلى الحملة الهادفة إلى ممارسة ضغوط قصوى على إيران"، ملمحين بذلك إلى عدم رغبتهم في اتباع سياسة العقوبات التي تنتهجها الولايات المتحدة.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم