كارلوس غصن "الرهينة" المحرر

قد يصح في وصف المؤتمر الصحافي الحاشد الذي أطل منه كارلوس غصن أمس في نقابة الصحافة اللبنانية للمرة الاولى منذ "فراره" من اليابان ووصوله المثير للجدل الى لبنان، بانه كان الحدث الذي كاد يطغى على كل المجريات الداخلية والاقليمية. غصن الذي شاهده اللبنانيون عبر نقل مباشر لمؤتمره استقطب حشداً صحافياً أجنبيا ومحلياً ضخماً وتحدث بلا توقف ساعتين ونصف ساعة بلا كلل عن ظروف "استرهانه" في طوكيو، مفنداً الاتهامات التي وجهها اليه الادعاء الياباني "بالتواطؤ" مع مديرين في شركة "نيسان"، وعن ظروف اعتقاله واصفاً اياها بانها كانت "مهزلة للعدالة"، لكنه امتنع بحزم عن الحديث عن وقائع هروبه. تحدث عن معاملته "كإرهابي" بسبب اتهامات بمخالفات مالية لم تثبت بعد، ولاحظ أنه صار رهينة دولة خدمها 17 سنة. أخبر عن وصفه بالجشع في بلد لطالما اعتبر فيه قدوة لانقاذه كبرى شركاته من الافلاس وتوفيره لها 400 ألف فرصة عمل. وسلط الضوء على نظام قضائي ترتفع فيه نسبة الادانات الى حد كبير، وخصوصاً للأجانب. ويقول منتقدون للنظام القضائي الياباني إنه يعتمد على فترات احتجاز مطوّلة تسبق المحاكمات لانتزاع الاعترافات من المشتبه فيهم، في ما يصفونها بـ"عدالة الرهائن".