كيف أثّر اغتيال سليماني في المنطقة والعالم اقتصاديّاً؟

استفاق العالم اليوم على حدثٍ يعتبره الكثيرون نقطة بداية لحربٍ كبيرة في المنطقة، إن لم تكن حرباً عسكرية شاملة، قد تكون حرباً أمنية في الشرق الأوسط يرافقها تحدٍّ اقتصادي لا تُعرف تداعياتها.
اغتيل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، ونائب رئيس هيئة الحشد العراقي أبو مهدي المهندس، فجر الجمعة في العاصمة العراقية، في هجوم صاروخي أميركي استهدف سيارتهما قرب مطار بغداد الدولي، مسفراً عن مخاوف كبيرة في دولة غنية بالنفط، مطامعُ الطغاة فيها كبيرة.

ورغم التصريحات السياسية لمجموعات ودول عدة، بين معزين ومتفقين مع تصريح الرئيس الأميركي دونالد #ترامب، حالُ اقتصاد العالم كان مختلفاً اليوم نتيجة هذا الحدث الضخم.

أسواق المال الكبرى

سجلت #أسواق المال الكبرى في العالم تراجعاً بالتزامن مع ارتفاع أسعار #النفط صباح الجمعة بعد الإعلان عن اغتيال #سليماني. فتراجعت المؤشرات الرئيسية للأسهم الأميركية حوالي واحد في المئة عند الفتح مع ابتعاد المستثمرين عن الأصول الأكثر مخاطرة.
وهبط المؤشر داو جونز الصناعي 315.47 نقطة بما يعادل 1.09 في المئة إلى 28553.33 نقطة، بينما فتح المؤشر ستاندرد أند بورز 500 متراجعاً 31.49 نقطة أو 0.97 في المئة إلى 3226.36 نقطة.

وفي تعاملات الأسواق الأوروبية المبكرة انخفضت بورصة لندن بنسبة 0,42 في المئة، وخسرت بورصة باريس بنسبة 0,52 في المئة بينما انخفضت بورصة فرانكفورت بنسبة 1,50 في المئة. كما سجلت بورصة هونغ كون انخفاضاً بنسبة 0,3 في المئة، وشنغهاي 0,1 في المئة، وسنغافورة 0,7 في المئة، وبومباي 0,5 في المئة، إلا أن بورصات سيدني وسيول وولينغتون ومانيلا وتايبيه حققت مكاسب.

وتُعدّ شركات الطاقة هي الرابح الأكبر، إذ ارتفعت أسهم شركة سانتوز بأكثر من 2 في المئة في سيدني، بينما ارتفعت أسهم بتروتشاينا المدرجة في بورصة هونغ كونغ، بنسبة 2,8 في المئة.

أسواق النفط

ارتفع سعر برميل #النفط الخام الخفيف (لايت سويت كرود) تسليم شباط، بنسبة 4,3 في المئة في التعاملات الإلكترونية ليصل إلى 63,84 دولاراً، بينما ارتفع سعر برميل برنت نفط بحر الشمال تسليم آذار، 4,4 في المئة إلى 69,16 دولاراً.

وسُجل هذا الارتفاع مع تصاعد قلق المستثمرين من الانعكاسات المحتملة للتوتر في الشرق الأوسط على إمدادات الذهب الأسود.
وكانت أسعار النفط شهدت ارتفاعاً كبيراً في أيلول بعد هجمات على منشآت النفط #السعودية أدت إلى خفض إنتاج الرياض من النفط إلى النصف. وحمّل ترامب إيران مسؤولية تلك الهجمات، وكذلك مسؤولية تفجير ناقلات نفطية في الخليج العام الماضي.

سوق العملات والمعادن
ودفعت الأزمة المستثمرين إلى التوجه إلى الخيارات الأكثر أماناً ومن بينها العملات حيث ارتفع الين بنسبة 0,6 في المئة مقابل الدولار، وكذلك الذهب الذي ارتفع سعره بمعدل 1,4 في المئة ليصل إلى 1600 دولار للأونصة في أعلى معدل له منذ نحو سبع سنوات.
وتراجعت العملات العالية الخطورة ومن بينها الدولار. أما الاسهم فتراوحت بين الصعود والهبوط، بعد أن كانت شهدت ارتفاعاً في اليوم الثاني من العام وسط تفاؤل بشأن التجارة بين الصين والولايات المتحدة.

يُذكر أنّ الأسواق سجلت ارتفاعاً قبل أنباء الضربة الأميركية بفضل التفاؤل بشأن اتفاق التجارة الصيني الأميركي وتخفيف سياسات البنك المركزي النقدية وانخفاض القلق بشأن بريكست.

سندات أوروبا، أميركا والعراق
تراجعت عوائد السندات الحكومية بأنحاء منطقة الأورو بعد اغتيال سليماني، فنزلت عائدات السندات الاتحادية الألمانية لأجل عشر سنوات، وهي من الملاذات الآمنة، لأدنى مستوياتها في عامين، وبلغت عوائد السندات الإسبانية أقل مستوى في خمسة أسابيع وهبطت تكاليف الاقتراض في إيطاليا عشر نقاط أساس تقريباً.

ونزلت عوائد السندات الاتحادية لأجل عشر سنوات سبع نقاط أساس إلى أدنى مستوى في أسبوعين عند -0.29 في المئة، لتقل بواقع 13 نقطة أساس عن أعلى مستوياتها في سبعة أشهر الذي بلغته قبل يوم فقط.

وفي سائر منطقة الأورو، هبطت عائدات السندات لأجل عشر سنوات بين ست وتسع نقاط أساس. وبلغت عوائد سندات الخزانة الأميركية لأجل عشر سنوات أدنى مستوياتها في ثلاثة أسابيع عند حوالي 1.81 في المئة. ونزلت عائدات السندات الإسبانية لأجل عشر سنوات سبع نقاط أساس إلى 0.38 في المئة بعد أنباء أن حزباً انفصالياً في قتالونيا يعتزم الامتناع عن التصويت خلال الاقتراع المقبل للبرلمان لتأكيد رئاسة الزعيم الاشتراكي بيدرو سانتشيث للوزراء.

من جهةٍ أخرى، تراجعت #السندات السيادية العراقية المقومة بالدولار حوالي سنت واحد. وسجلت سندات العراق المستحقة في 2023 أكبر تراجع، إذ انخفضت 1.075 سنتاً في الدولار ليجري تداولها عند 101.55 سنت. ونزل إصدار 2028 بمقدار 0.8 سنت إلى 96.78 سنتاً. وكلا الإصدارين متداول عند أدنى مستوياته منذ منتصف كانون الأول، وفقاً لبيانات "رفينيتيف".