السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

ميلادٌ ضدّ الوحشِ والوحشة

روني ألفا
روني ألفا
Bookmark
ميلادٌ ضدّ الوحشِ والوحشة
ميلادٌ ضدّ الوحشِ والوحشة
A+ A-
يُدخِلُنا زمنُ الميلاد إلى سنَةٍ تشبِهُ ساعَةَ حائِطٍ خلَعَت عَقارِبها. نلِجُ معه إلى تَتالٍ خارِجَ مألوفِ التّعاقُبِ. إلى دفترِ أعمارٍ من دون أوراق روزنامة. نلِجُ معه سنةً طقسيَّةً، نواجِهُ مزَوَّدينَ بِرَجائِها، غولاً ينهشُ يوميّاتنا هو القلق.نحنُ شعبٌ قَلوقٌ ذو مزاجٍ مُضطَرِب. هذا المفتَرِسُ يؤرِّقُنا. ينامُ في أسِرَّتِنا كلَّ مَساءٍ ويرتشفُ قَهوََتَنا كلَّ صَباح. نحملُ وحشَ القلق في جيناتِنا الوراثية. تبدو حياتُنا معه كأنها تهربُ في الأدغال مِن شبَحٍ مقنَّعٍ يَرتَدي روباً أسوَد. ذئبٌ بأنياب نفسية يهدّدُنا كلَّ يوم بعضّة معنويَّة مميتة.هذه السَّنَة يستَبِدُّ بِنا الهَجس. يأخذُ هذا الضاري شَكلاً إقتِصاديّاً مرعِباً. يمدُّهُ الإعلامُ بوَجباتِ الطّعام اليوميَّة، يروي "الفايسبوك" ظمأَهُ بالماء والعَصائِر وأهلُ السياسَةِ يفصِّلون له لباساً لائِقاً ليتمشّى بيننا. المُخَطَّط أوّلاً وأخيراً إبقاءُ القلَق وَحشاً يخيفُنا وكابوساً جاثِماً عَلى مستَقبَلِنا المؤجَّل. عندما نهجُسُ بهذا العدوّ الدّاخلي نتوقّفُ عَن النموّ ويَتلاشَى...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم