الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

"العجز أصعب ما أصابني"... رجاء إيلي وأمنيته في العيد

المصدر: "النهار"
كارين اليان
كارين اليان
"العجز أصعب ما أصابني"... رجاء إيلي وأمنيته في العيد
"العجز أصعب ما أصابني"... رجاء إيلي وأمنيته في العيد
A+ A-

من يتعرّف إلى إيلي أسود (53 سنة) لا يتصوّر أنّه قد يخفي في قلبه كل هذا الألم والأسى والعذاب. فالضحكة لا تفارق وجهه، ولم يتخلَّ يوماً عن روحه المرحة رغم كل المصائب التي واجهها طوال السنوات الماضية. بإيمان وهدوء يخبر تفاصيل قصّته التي تحمل من المآسي ما قد يعجز إنسان عن تحمّله فيما يتقبلها بإيمان وصبر.

يتفاجأ من يرى صورة إيلي قبل سنوات، بالآثار التي تركتها عليه المآىسي التي عاشها في السنوات الأخيرة. فمن شاب نشيط يتميز ببنيته القوية تحوّل إلى شخص عاجز عن الحركة بساق مبتورة فيما أصيبت الساق الثانية بالشلل؛ وقد يكون هذا من أكثر الأمور التي تتسبّب بغصّة لديه بعد أن أصبح عاجزاً عن الاتكال على نفسه في أبسط الحاجات الروتينية: "بدأت الأمور تزداد سوءاً من الناحية الصحية بعد سنوات من إصابتي بالسكري بعد وفاة والدتي. فجأة تعرضت إلى أزمة قلبية خضعت على أثرها إلى عملية قلب مفتوح. ولسوء حظي التقطتُ بكتيريا في مستشفى أوتيل ديو دو فرانس ما استدعى مكوثي في المستشفى لمدة 5 أشهر متواصلة. تطلقت بعدها ولي ابن وحيد اسمه إيلي كان مصاباً بمرض في الدم لكنه عولج وشفي".

يبدو تسامح إيلي وهدوؤه اللافت مفاجئاً فعلاً في ظل الظروف التي يعيشها؛ وكأنه يتقبل أي مشكلة يواجهها ببساطة ودون تذمر. فإيمانه الكبير بالله وبرحمته يزوده بنظرة إيجابية إلى الأمور فيشكر الله في كل لحظة على الفقر والوجع والمرض والعذاب، مؤكداً أنه لولا ذلك لما اكتشف محبيه ولما عرف كل من يحمل في قلبه كل هذه المحبة ليقف إلى جانبه في هذه الظروف الصعبة التي مر بها. لإيلي 3 أخوة إلا أن أياً منهم لم يسأل عنه في محنته، بل بالعكس، فعلى الرغم من كل ما مرّ به من مشاكل صحية ومادية وغيرها لم يحنَّ قلب أي منهم عليه.

"لن أنسى ذاك اليوم الذي تمنت فيه شقيقتي الأذى لي ولابني في الوقت الذي كان يعالج فيه من مرض في الدم ، فيما كنت أحلم دائماً لو أنها تحل محل والدتي وتجمع العائلة كلّها". في هذه الظروف استطاع أن يكتشف محبين هم أكثر من أخوة اليوم له، فحلّوا محل من تربطه بهم صلة الدم. فها هم أصدقاؤه ومحبوه يلازمونه يومياً ويرافقونه إلى جلسات غسل الكلى 3 مرات في الاسبوع، وأثناء تواجده في المستشفى.

أمنية واحدة

ليس غسل الكلى وعملية القلب المفتوح المشكلتين الصحيتين الوحيدتين اللتين تعرض لهما، فبعد سنوات من إصابته بالسكري تعرض إلى التهاب قوي في قدمه حاول معالجتها بشتى الطرق إلى أن أصبح البتر الحل الوحيد، فبترت قدمه، ثم تعرض للسقوط فكسر وركه ما تسبب في فترة لاحقة بشلل في قدمه الثانية نتيجة الضغط على الأوتار، فبات عاجزاً عن الحركة وعن الاتكال على نفسه. "قد يكون عجزي أصعب ما تعرضت له. في قلبي غصّة أشعر بها نظراً للتحول الكبير الذي حصل لي، فصرت عاجزاً عن تلبية أبسط حاجاتي وأنتظر من يساعدني لأستحم أو لأدخل الحمام أو لألبي أموراً روتينية أخرى. أما خوفي الأكبر فهو بألا أعود كالسابق وأستعيد قدرتي على تلبية أموري" .

لإيلي أمنية أساسية اليوم، فهو لا يحلم بالمال أو بالمأكل أو بأمور مماثلة، بل إن حلمه الأكبر هو بأن يستعيد القدرة على المشي حتى يتمكن من العودة إلى مكان عمله في مجال صنع الحلويات، ويتمكن من مساعدة ابنه ودعمه، فيما يشعر اليوم بالتقصير تجاهه. ثمة من عرض أن يقدم له علاجاً فيزيائياً لقدمه المصابة بالشلل، هذا بانتظار أن يؤمّن الملبغ حتى يتمكن من تركيب قدم اصطناعية حتى يستعيد القدرة على التنقل وتلبية حاجاته والقيام بالأعمال الروتينية ومعاودة العمل.

هذا ما يزوّد إيلي بالصبر

قد يبدو مفاجئاً لمن يسمع قصة إيلي وظروف حياته التي لا يمكن أن يتحملها إنسان، أن يجد هذا الرضى والاكتفاء اللذين يتحلّى بهما. فهو لا يتذمر، يشكر الله على نعمه مؤكداً أنه يجد عزاءه في الله وحده مهما كانت الصعاب. كما يحافظ على روحه المرحة التي يشهد لها كل من حوله. "من اللحظة التي مرض فيها ابني عندما كان في سن 11 سنة تقرّبت أكثر من الله ووجدت لديه عزائي، وأنا إلى اليوم أتحمل كافة الصعاب بفضل إيماني الكبير بالله. أما الصلاة فأجد فيها راحتي في كل لحظة. الله وحده وضع بقربي كل هؤلاء الاشخاص الطيبين ليكونوا إلى جانبي، وهو موجود إلى جانبي في كل لحظة ولن يتخلى عني مهما حصل".

لمن يرغب في مساعدة إيلي حتى يحقق أمنيته ويستعيد قدرته على المشي الرجاء الاتصال على الرقم: 71/872022


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم