الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

المسيح المولود سيصبح شابًّا لينضمّ الى الإنتفاضة اللبنانيّة

غسان صليبي
المسيح المولود سيصبح شابًّا لينضمّ الى الإنتفاضة اللبنانيّة
المسيح المولود سيصبح شابًّا لينضمّ الى الإنتفاضة اللبنانيّة
A+ A-

سيشعر طفل المغارة بدفء إنساني أكبر هذه السنة في بلدنا.

زينة أقل، هدايا أقل وإستهلاك أقل.

مقابل محبة أكبر بين اللبنانيين.

الناس الذين سيستقبلونه أصبحوا يشبهونه أكثر بتواضعهم وبساطة عيشهم.

لن يسمع طفل المغارة، كما في السنة الماضية، جلافة "مسيحيين" ينتمون الى دين الضعفاء والمحبة، لكن يتباهون "بالقوّة" ويحرّضون ضد الآخرين، أكانوا من طائفة أخرى أم من بلد آخر. بل سيرى هؤلاء منكفئين ولو على مضض.

لن يسمع كما في السنة الماضية، ممثلين عن الكنيسة التي تتكلّم بإسمه، يهدّدون برفع الأقساط المدرسيّة على أسر بالكاد تستطيع تأمين لقمة العيش، بل سيلمس شيئًا من الرحمة في قلوبهم بعدما علا صوت طلاب لبنان مطالبًا بحق التعليم، وسط ساحات الإنتفاضة اللبنانيّة.

سيفرح المولود يسوع بشباب بلادي المنتفضين وسينضم اليهم قريبًا.

جيل الشباب هو جيله الذي لم يبارحه عندما كبر، فقد قُتل وهو بعد لم يتجاوز الثلاثة والثلاثين.

يسوع المسيح كان شابًّا، وكل ما قاله أو فعله، يعبّر عن حالة شبابيّة.


لا يرى المسيحيون عادة في نبيّهم أو في إلههم، صورة الشاب، بل يتخيلونه رجلا مسنًّا في عقليته وحكمته ورؤيته للامور.

المسيحيون وغير المسلمين لن يفهموا يسوع على حقيقته، إذا لم ينظروا اليه ويستمعوا اليه ويفسروا تعاليمه كرجل في عمر الشباب.

عندما يكبر طفل المغارة الذي نحتفل بعيد ميلاده، سيصبح شابًّا يشبه شباب بلادي المنتفض.

شاب مثالي، مثل شابات وشبان بلادي، لا حدود لإحلامه، فهي تطال ملكوت الارض والسماوات.

شاب مُسالم، مثل شابات وشبان بلادي، يقرّر ان يواجه عنفًا مثل عنف الرومان، وأشباههم في أيامنا، بطريقة لا عنفية.

شاب مُحِب، مثل شابات وشبان بلادي، يتعاطف، يساند، يتضامن ويسامح.

شاب تضيق به البيوت والمؤسسات، مثل شابات وشبان بلادي، فيسرح في الشوارع والساحات، معترضًا ومعلّمًا ومحتفلا.

شاب "اشتركي"، مثل شابات وشبان بلادي، يتقاسم الأكل والمداخيل والمسكن مع الآخرين.

شاب متواضع، مثل شابات وشبان بلادي، لا يحب الزعامات والقيادات، ويقول ان "من أراد ان يكون فيكم عظيمًا فليكن لكم خادمًا".

شاب غير خائف من الغد، مثل شابات وشبان بلادي، يذكّرنا بأن "طيور السماء لا تزرع ولا تحصد"، ومع ذلك ان الله يطعمها.

شاب يصادق المرأة، مثل شابات وشبان بلادي، ولا يفترق عنها، لا في البيوت ولا في الساحات ولا على الصليب.

شاب لا يساوم ولا يهادن حتى الموت، مثل شابات وشبان بلادي، يقول "نعم نعم، أو لا لا" في وجه العدو والصديق.

شاب عادل ومُحِق، مثل شابات وشبان بلادي، يواجه السلطات الدينية والمدنية والأمنية، بإسم الإنسان وحقوقه وكرامته.

شاب تَحرّر من قيد دينه، مثل شابات وشباب بلادي، والتقى مع الآخرين، أبناء أديان أخرى أو وثنيين، حتى انه ترك دينه عندما اصطدم الدين بإنسانيته.

أهلاً وسهلا بك أيها الطفل يسوع في الإنتفاضة اللبنانيّة.

لقد سبقتكَ شجرتك الى الساحات، وعلى أغصانها خمسة عصافير. واحد من الجنوب وواحد من الشمال وواحد من البقاع وواحد من بيروت وجبل لبنان. أما الخامس فقد جاء خصيصا من بلدكَ فلسطين.

فاستلقِ تحت الشجرة، كما يستلقي في خيمهم بحرية، شاباتُ وشباب بلادي، قي انتظار وصول المجوس ومباركتهم ولادتك وولادة لبنان الجديد.




حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم