الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

وجوه مميزة في انتفاضة صيدا: "العنيدة" نيفين حشيشو و"الهتّاف" بسام القادري

المصدر: صيدا- "النهار"
أحمد منتش
وجوه مميزة في انتفاضة صيدا: "العنيدة" نيفين حشيشو و"الهتّاف" بسام القادري
وجوه مميزة في انتفاضة صيدا: "العنيدة" نيفين حشيشو و"الهتّاف" بسام القادري
A+ A-

نيفين حشيشو وبسام القادري ينتميان إلى حزب يساري "الحزب الديمقراطي الشعبي"، تميّزا في ساحة الانتفاضة في صيدا مع مجموعة من أعضاء الحزب منذ اليوم الأول لاندلاع التحركات الاحتجاجية الغاضبة في 17 تشرين الأول الفائت، ليس فقط بحضورهما الدائم في كل الساحات والشوارع كناشطين بارزين في حراك صيدا، وإنّما في قيادتهما للكثير من التظاهرات والاعتصامات التي تميزت عن حراك المنتفضين والتي تركزت بشكل رئيسي على التظاهر والاعتصام ليل نهار أمام مصرف لبنان ومحلات الصيرفة والمصارف، فضلاً عن مشاركتهما في صياغة هتافات المتظاهرين، وفي إقفال المداخل الرئيسية في صيدا في الأيام الأولى للاحتجاجات.

نيفين (36 عاماً) صيداوية أباً عن جد، إبنة المسؤول في الحزب الديمقراطي الشعبي محمد حشيشو، وهي أمّ لولدين (ناجي 17 عاماً وكندة 7 أعوام)، تعمل في شركة تأمين، وفي نفس الوقت تتابع دراستها الجامعية. بكل شفافية وثقة بالنفس، وقناعة بفكر ومبادئ حزبها الذي يحمل أفكاراً شيوعية، تعتبره مدافعاً صلباً وعنيداً عن حقوق الناس ومطالبهم المحقة، ومناهضاً للعدو الإسرائيلي، ومعارضاً لنهج السلطة وسياسة معظم الحكومات المتعاقبة منذ أكثر من 30 عاماً وخصوصاً سياسة حاكم مصرف لبنان التي أفقرت الشعب وحمت أصحاب المصارف، كما تقول تحدثت لـ"النهار".

عن دورها في الانتفاضة وما حققته حتى اليوم، قالت: "كوني ولدت في بيت يساري تربيت منذ صغري على المبادئ الوطنية والعمل الاجتماعي والوطني وعلى النضال، وأي أمر يحصل في مجتمعنا ويمسّ بقضايا الناس ومصالحهم أكان على الساحة الصيداوية أو الساحة اللبنانية بشكل عام أعتبره يعنيني ويمسّني، وأي شيء مطلبي أو وطني، كنّا في الحزب نشارك فيه قبل اندلاع الانتفاضة مهما كان عددنا، ولحظة اندلاع الاحتجاجات كنا في قلب الانتفاضة التي كنا دائماً نسعى ونناضل من أجل تحقيقها في وطن استشرت فيه كل أشكال الفساد ونهب المال من دون حسيب أو رقيب، وأجمل شيء في أول يوم من الانتفاضة عندما هرع الشباب، ولهم المجد، وتظاهروا في السوليدير التي كانت متنفساً للشعب وللمثقفين، كذلك أمام مصرف لبنان، وعندما عطّلوا ماكينات الباركمتر تحت شعار "الأرصفة لكل الناس"، وعندما أقفلوا الباب الرئيسي لمصلحة مياه صيدا والجنوب احتجاجاً على قطع المياه عن المنازل، وعندما خلعوا قفل متنزه نهر الأولي وفتح بوابته الرئيسية باعتباره متنفساً لكل أبناء المدينة والجوار".

وبرأي حشيشو، أنّ أهم ما حققته الانتفاضة حتى الآن أن أي حكومة جديدة تتشكل اليوم لن تكون على شاكلة الحكومات السابقة وإلّا فإنّ الشعب سيكون لها بالمرصاد وسيسقطها كما أسقط حكومة الرئيس سعد الحريري، فضلاً عن خلق حالة مجتمعية واحدة في مواجهة السلطة بعد الانهيار الاقتصادي الذي يطاول الجميع، وأنّ حاجز الخوف عند غالبية الناس انكسر، وشعار إسقاط النظام ومحاسبة كل رموز الفساد صار مثل الخبز اليومي يردده الصغار قبل الكبار، وهذا الامر أرعب السلطة وأربكها، وهذا بطبيعة الحال أيضاً إنجاز آخر، ولا تخشى أُمّ ناجي منن أي خيبة أمل لكونها تعي جيداً أن كل مطالب المنتفضين لن تتحقق جميعها دفعة واحدة، فهذا يحتاج إلى مسار طويل، ويبقى الأهم بنظرها هو الحفاظ على وحدة الحراك واستمراريته للأيام المقبلة.

القادري "هتّيف" التظاهرات

أمّا بسام القادري (18 عاماً)، فهو طالب بكالوريا في ثانوية الزعتري الرسمية، يسكن مع عائلته في صيدا منذ أن ترك قسراً والداه بلدتهما الحدودية كفرشوبا خلال الاحتلال الإسرائيلي للجنوب وقبل تحريره العام 2000، قال لـ"النهار": "أنا أنتمي إلى عائلة كادحة، جدي ترك بيته وأرضه في كفرشوبا نتيجة الاحتلال الإسرائيلي، ووالدي لم يكمل دراسته وبدأ العمل في سوق صيدا حتى يتمكن من تربيتنا وإعالتنا، وأنا أعمل طوال فصل الصيف لمساعدة والدي، انتسبت إلى الحزب الديمقراطي الشعبي بعد ان وجدت فيه ما يتلاءم مع افكاري ومع حياتي وطموحاتي للمستقبل، حزب يدافع عن قضايا العمال والكادحين ويعارض بشراسة ممارسات السلطة الظالمة والسياسة التي انتهجتها الحكومات المتعاقبة، ومن هذا المنطلق شاركت في التحركات الاحتجاجية التي حصلت في العام 2015 وكنت دائماً أناقش وأتحاور مع زملائي في المدرسة في ضرورة وأهمية تحركنا في سبيل استعادة حقوقنا المسلوبة من السلطة ورموزها".

ويضيف أنّ "الشعب يقوم بكامل واجباته تجاه الدولة فيما الدولة عاجزة عن تقديم أبسط واجباتها تجاه الناس، والدي يكد طوال النهار وأحيانا يستدين من اجل متابعة دراستي، وعندما أتخرج لن أجد فرصة للعمل وعندها كيف لي أن أعيش وأن أخدم بلدي، وكيف أضمن ان يحافظ والدي على صحته وحياته عندما يكبر ولا يوجد في دولته ضماناً للشيخوخة، لهذه الأسباب شاركت منذ البداية في كل التظاهرات وخصوصاً ضد المرافق العامة وضد مصرف لبنان وأصحاب المصارف، وتعرضت أحياناً للضرب والتوقيف خلال التظاهرات وتنظيم الاعتصامات وإطلاق الهتافات التي كنت أطلقها أمام المتظاهرين ضد السلطة ورموز الفساد، وكل ذلك لم يمنعني من مواصلة مشاركتي في حراك صيدا، وستبقى شعاراتنا مطلبية، كلنا لبنانيون ولسنا طائفيين ولا مذهبيين وأهم شيء هو أني شاهدت كيف ان الشعب توحد في كل الساحات بعد ان كنت أسمع من جدي ومن والدي عبارة ان الشعب عمره ما بيتوحد".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم