الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

كي لا نخسر الثورة بين سياسة الشارع والشارع السياسي

معن البرازي
Bookmark
كي لا نخسر الثورة بين سياسة الشارع والشارع السياسي
كي لا نخسر الثورة بين سياسة الشارع والشارع السياسي
A+ A-
مهمة الثورة هي النضال من أجل التغيير، ومساعدة الفاعلين على التحرر من ضغوط النظام الإجتماعي الإلزامي والإكراهي على نشاطهم، ومساعدة المجتمعات على الفعل Action، على صنع تاريخها، في غِنًى عن المصالح والإغواءات الشخصية. تشكّل التظاهرات الشعبيّة التي تعمّ لبنان التطوّر السياسيّ المحليّ الأبرز الذي شهده البلد منذ نهاية الحرب الأهليّة. على المدى القريب، أمدّت التظاهرات الشعب بالقوّة اللازمة لإسقاط الحكومة الفاسدة وفرضت واقعا أشبه بمفعول الثورة الاجتماعيّة، وولّدت وعياً وطنيّاً جديداً وإرادة وطنيّة جديدة، وانتجت جيلاً من المواطنين في جوّ من الوحدة الوطنيّة والوعي المدنيّ والتمكين الشعبيّ.لقد اثبتت الثورة ان احد اهدافها هو تحرير الذات التي تمثل مفهوم الفاعل الإجتماعي، أي المفهوم الذي يجعل للعلاقة الإجتماعية بُعداً أصيلاً في الفرد. فهي حركة إجتماعية تكونت من وعي الأفراد بذواتهم في غنى عن تشكُّل نِقابة سياسية من أجل الدفاع عن مطالبهم. يقول آلان تورين: "الحركة الإجتماعية الجديدة لا تتشكل بالعمل السياسي والصدام، ولكن بتأثيرها في الرأي العام".وبغضّ النظر عن سقوط الحكومات أو صعودها في الأشهر المقبلة، لا شكّ في أنّ ما يحصل بدأ يغيّر القيم والهويّة المدنيّة لجيل بكامله. ونحن نشهد بالفعل ولادة وعي جديد.فثورة القيم والهويّة المدنيّة انطلقت بالفعل ويصعب على الطبقة الحاكمة إيقافها أو عكس مسارها. هذا هو التغيير الأكثر أهميّة واستدامة والذي سيؤثّر على لبنان لسنين طويلة، ومن الضروريّ الحفاظ عليه وتوسيع نطاقه من خلال مواصلة العمل الاجتماعيّ والتشبيك المدنيّ والإنتاج الفنيّ والمشاركة العامّة المستمرّة.ويرى البعض ان من غير الضروري وجود ...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم