الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

السياحة تلفظ أنفاسها الأخيرة... فهل تنقذها التخفيضات؟ حسومات تصل إلى 70% والتعويل على الأسواق المجاورة

المصدر: "النهار"
السياحة تلفظ أنفاسها الأخيرة... فهل تنقذها التخفيضات؟ حسومات تصل إلى 70% والتعويل على الأسواق المجاورة
السياحة تلفظ أنفاسها الأخيرة... فهل تنقذها التخفيضات؟ حسومات تصل إلى 70% والتعويل على الأسواق المجاورة
A+ A-

كما في كل سنة، يأمل القطاع السياحي في أن يكون موسم الاعياد أفضل نسبيا من العام الذي سبقه لتعويض ما فاته من خسائر تراكمت في الاعوام السابقة، والتي باتت تهدد استمراريته. لكن هذا الموسم جاء ليزيد الطين بلة بعد الاحداث التي يشهدها لبنان والتي وضعت القطاع على حافة الافلاس. ولعبت الاوضاع الراهنة، من التظاهرات التي ما زالت تجوب الشوارع اللبنانية والتي أدت الى استقالة الحكومة وتأخر تشكيلها، دورا بارزا في تفاقم الازمة الاقتصادية وتراجع القطاع السياحي الذي اثّر بدوره على مختلف القطاعات واصحاب العمل.

وفي خضمّ الوضع المتردي في البلاد، بات ضخ روح الشباب في جسم الاقتصاد المترهل ضرورة لا يمكن اهمالها. من هذا المنطلق انتشرت بعض المبادرات الخجولة التي قام بها بعض الفنانين لتنشيط القطاع السياحي، وتمنوا على السياح زيارة لبنان في شهر الاعياد ورأس السنة، خصوصا أن هذه الفترة من السنة تلعب عادة دورا فعالا في انعاش الاقتصاد.

كما برزت مبادرات نقباء القطاع السياحي التي تُرجمت بسلّة من الاقتراحات قدموها إلى رئيس الهيئات الإقتصادية الوزير محمد شقير الذي سيحملها بدوره إلى رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري، وأبرز المطالب حسومات من شركة طيران الشرق الاوسط للبنانيين المغتربين والسيّاح في الدول المجاورة، وخصوصا مصر والاردن والعراق، فيما تلتزم المؤسسات السياحية حسومات تراوح ما بين 20 و%70 على أن يكون المعدل العام عموما بنسبة %50 من الاسعار المعتادة في مثل هذا الوقت.

واكد نقيب اصحاب الفنادق بيار الاشقر لـ"النهار" التراجع الملموس الذي تحاول الفنادق اللبنانية التعايش معه والخروج منه بأقل الخسائر، مشبهاً الوضع الراهن للفنادق بـ"جسم المريض الذي يعيش ايامه داخل غرف الانعاش بانتظار ان يدخل غرفة العمليات".

وعن الخطط الانقاذية التي تعتمدها الفنادق، عدّد الاشقر سلسلة تدابير تقشفية كالخفض الذي طاول اجور الموظفين في القطاع، مؤكدا "دفع الرواتب ولو طاولها تخفيض جزئي، كذلك تخفيض استهلاك الكهرباء في محاولة لخفض فاتورة الكهرباء ومصاريف أخرى بغية إبعاد شبح الاقفال عن مؤسساتنا أطول فترة ممكنة".

اما عن نسبة الحجوزات لشهر كانون الاول، فأكد تراجعها بنسبة %70 مقارنة مع الفترة عينها من العام الماضي، لافتا الى أن التدهور طاول ابرز الفنادق اللبنانية ومنها 3 من اهم الفنادق التي تتوزع في منطقة الوسط التجاري وتطل على الواجهة البحرية، حيث سجلت نسبة الحجوزات فيها %8,2، وقت كانت تسجل العام الماضي في الشهر عينه نسبة %60 وتصل الى %90 ليلة رأس السنة. وهذا التدهور في الحجوزات ليس مستغربا، في رأي الاشقر، خصوصا مع غياب الحفلات او البرامج الترفيهية في الفنادق، وقال: "مين بالو يفكر بحفلة، خلّينا نقدر ناخد نفَسنا قبل".

واذا كان وضع الفنادق في حال يرثى له، فإن وضع الشقق المفروشة لا يختلف وإن كان بنسبة أقل. وربط نقيب الشقق المفروشة زياد اللبان تراجح معدل الحجوزات هذه السنة بالاوضاع الاستثنائية والظروف الصعبة التي تمر بها البلاد، معتبرا ان تراجعا كهذا يؤثر مباشرة على الاقتصاد كون السياحة تشكل ركيزة اساسية من ركائز الاقتصاد اللبناني.

وجاء تراجع الحجوزات في الشقق المفروشة واضحا، إذ سجلت نسبة الحجوزات معدّل %10 فيما كانت العام الماضي ما بين 40 و%50. وأكد اللبان ان معظم الحجوزات تعود للبنانيين يعيشون في بلدان الانتشار، وليسوا سياحا خليجيين او اجانب.

ولفت الى سعي اصحاب الشقق المفروشة الى تأمين المصاريف الاساسية من كهرباء ومياه حتى لو تطلب الامر تخفيضا في الاجور يلامس في بعض الاحيان الـ50 والـ%60، مشيرا الى المبادرة الفردية التي قام بها هؤلاء اذ قرروا اعتماد سعر صرف الدولار بـ1515 ل.ل.

وختم اللبان آملاً في "تشكيل حكومة باسرع وقت ممكن للجم الخسائر والحد منها"، معتبرا أن "تأليفها في هذه الظروف الصعبة والتي لم نشهدها سابقا هو الحل الوحيد لقلب الاوضاع رأسا على عقب، وتاليا انقاذ القطاع الاقتصادي خصوصا ولبنان عموما".

هذه الازمة التي طاولت قطاعات السياحة كلها، شملت أيضاً المطاعم اللبنانية التي لم يتحمل قسم منها الاعباء والضغوط المالية فاستسلم للواقع واعلن اغلاق ابوابه وصرف عماله. من هذا المنطلق وجه نقيب اصحاب المطاعم طوني الرامي رسالة الى زملائه في القطاع وشركائه في الانتاج، طالبا منهم وضع لائحة أسعار تشجيعية لفترة الاعياد، ومؤكدا ضرورة مراعاتها لمتطلبات الوضع الاقتصادي القائم والإعلان عنها في أسرع وقت لتحفيز الحركة والحجوزات. ودعا الفنانين اللبنانيين عبر "النهار" الى التعاون مع اصحاب المطاعم لوضع برامج محلية وتنظيم حفلات فنية خاصة لرأس السنة، وان كانت بامكانات متواضعة، لتأمين الحد الادنى من زوار المطاعم والهروب من المقاعد الفارغة قدر المستطاع. وقدّر الرامي عدد المطاعم التي اغلقت بسبب الاوضاع الحالية بـ500 مطعم تقريبا. اما عن وضع الموظفين، فاكد ان المطاعم التي تعمل بشكل طبيعي تدفع الرواتب كاملة. اما تلك التي تتبع نظاما تقشفيا معينا، فتدفع الراتب بحسب ساعات أو أيام العمل. ولفت الى ان "جميع المطاعم تحاول ان تستمر لاطول مدة ممكنة بهدف حماية الموظفين وعائلاتهم والحفاظ على وجودهم في مؤسساتنا".

وناشدت القطاعات السياحية "الميدل ايست" المبادرة الى تخفيض الاسعار، ليتمكن المغتربون اللبنانيون من المجيء وتمضية العطلة في لبنان. فجاء رد رئيس مجلس شركة طيران الشرق الاوسط محمد الحوت واضحا في هذا الشأن، اذ اكد لـ"النهار" تخفيض الاسعار خلال الفترة الماضية، مبشراً بتخفيض اضافي لأسعار بطاقات السفر الخاصة برأس السنة، ومذكرا بضرورة الحجز مسبقا بغية الحصول على بطاقات السفر بأقل كلفة ممكنة. 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم