الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

ساحة النور تحتضن أعمالاً ناشئة بديلاً من البطالة...

طرابلس - رلى حميد
ساحة النور تحتضن أعمالاً ناشئة بديلاً من البطالة...
ساحة النور تحتضن أعمالاً ناشئة بديلاً من البطالة...
A+ A-

التحق الناس بساحة النور في طرابلس لاقتناعهم بأن أوضاع البلاد لم تعد تحتمل المزيد من الفساد، والغلاء، والضرائب الواقعة على كاهل الجميع. جاؤوا إلى الساحة أملاً في فرج قريب. توقفت أعمالهم، ما سمح لهم بالمداومة في الساحة. كل يوم يخرجون من المنزل، ولم يبقَ لهم مكان آخر يبعث على الأمل بغد أفضل. جاؤوا الساحة لتحقيق آمالهم. من الباعة من كان يعمل وتوقف عن العمل، ومنهم من وجد بديلاً من عمل متوقف قبل اندلاع الاحتجاجات، فأسس لنفسه مجالاً لادخار بعض مال يسد به حاجة البيت.

بائع الكعك خالد زكريا (٦٥ عاماً) أنحى باللائمة على تراجع عمله لـ"قلة السيولة بين أيدي الناس، وارتفاع أسعار المواد الأولية"، وهما سببان رئيسيان لكساد مبيعات الباعة الجوالين، الذين لم يعد لديهم ما يعملون سوى المكوث في ساحة النور، بيتاً لهم، وموئلاً، ومكاناً يؤمنون فيه بعضاً من حاجاتهم، ويلبون حاجات المعتصمين الملتحقين بالانتفاضة الذين لن يكون عندهم الوقت الكافي للذهاب إلى المنزل كالمعتاد لتناول الغداء أو العشاء.

بعض الملتحقين بالساحة همهم دائم، وشغلهم لا يتوقف، يجولون بين الخيم، يشاركون في النشاطات، ويعودون إلى الساحة في حركة دائمة لا تتوقف. هؤلاء يحتاجون في نشاطهم إلى بعض طاقة تعوض ما يستهلكونه من عندهم.

أم العبد - هدى الرطل - من باب الرمل - التحقت بالساحة، أملاً في التغيير. وبعد توقف أعمال أولادها بسبب التطورات، أبتاعت عربة بدأت تعمل عليها مع أبنائها، كل في مجال: العرانيس عليّ، والنرجيلة على خالد، والسندويش على أحمد. كل منا يتولى مهمة.

عن عملها، قالت: "أسلق عرانيس الذرة، وننتج نحن الثلاثة طبخة البيت، لأننا ندفع ثمن البضاعة أكثر من الربح بكثير، لكنني سعيدة فأولادي إلى جانبي، جمعتنا الساحة بحيويتها، نعيش فيها بديلاً من المنزل".

قبل الانتفاضة كان أحد أولادها يعمل في مطعم، فهو يحمل شهادة فندقية، وابنها الثاني يعمل في مهنة الألومنيوم، لكن "الأعمال توقفت، وبقي الأولاد لا شغلة ولا عملة، فارتأيت أن أقيم منصتي طالما نحن ملتحقون بالثورة"، كما قالت. أما بائع الكعك زكريا (65 عاماً)، فيبيع الكعك من دون إضافات، أو مع الجبنة، واللبنة، والمرتديلا بحسب رغبة الشاري. وهو تحدث عن حركة البيع التي كانت تجني له 35 ـ 40 ألف ليرة يومياً، لكن هنا 25 ـ 30 اليوم، ويقول: "تراجع المدخول، لكن تأمن العمل. أخسر 20 ألف ليرة، وأقبل بذلك، وإلا جلست في المنزل بلا عمل في ظل تراجع السوق على مختلف المستويات". ورأى أن شح المال بأيدي الناس سبب مهم للبطالة، وكساد السوق، متمنياً الخير للبلاد، وتأمين العمل لأولاده، وأن "تأتينا دولة تؤمن شيخوختنا التي باتت على الأبواب".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم