السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

ورود بيروت وحيطان بلفاست

الدكتور صالح المشنوق
Bookmark
ورود بيروت وحيطان بلفاست
ورود بيروت وحيطان بلفاست
A+ A-
يستسهل بعض أهل السلطة في لبنان، وآخرون من خارجها، الاستخفاف بمشهد "ثورة ١٧ تشرين"، بصفتها مشهداً جامعاً وعابراً للمناطق والطبقات الاجتماعية والرؤى العقائدية، ويسعى لتثبيت خطابه السياسي على قواعد المواطنة واولويّة الهموم اللبنانية على ما عداها.هو الاستسهال الذي أحرجته وعرَّته مشهدية الامهات اللواتي نزلن الى تقاطع منطقتي عين الرمانة والشياح، حيث "جدار الفصل" المعنوي الأكبر في ذاكرة الحروب اللبنانية، بغية رفض منطق الاقتتال لأجل زعيم من هنا او "قضية" من هناك، والتي برغم مبالغتها الفولكلورية في اظهار المحبة بين "المسلمين والمسيحيين"، ساهمت جديا في تطويق التدافع نحو التقاتل ”الشوارعي" الذي يسعى بعض السلطة الى استخدامه لإفراغ الثورة من نقائها المدني. للجدران، الوهمية والواقعية، مكان خاص في ذاكرة الدول التعددية. يصل الزائر الى بلفاست مثلا، عاصمة شمال ايرلندا التي نعمت منذ اتفاق "الجمعة العظيمة" الموقّع عام ١٩٩٨ بالاستقرار النسبي، المخترق بين الحين والاخر بعمليات امنيّة من بقايا الفروع المنشقّة عن الجيش الجمهوري الأيرلندي، ليسأل عما عليه رؤيته خلال زيارته القصيرة هذه، من معالم سياحيّة وتاريخيّة. يأتيه الجواب سريعا بأن يلقي نظرة بداية على "حيطان السلام" التي تعجّ المدينة بها، والتي تعبّر بعمق عن طبيعة المكان وهويته. أكثر من تسعة وخمسون حائطا، اطولها يصل مداه الى خمسة كيلومترات وارتفاعه الى أكثر من ثمانية أمتار، مصنّعة من الباطون او الحديد، لها أبواب صغيرة تغلقها الشرطة في الليل لمنع المتسللين من ترهيب جيرانهم من الطائفة الاخرى.بدأ انشاء الحيطان في بلفاست وبعض المدن أخرى في شمال...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم