الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

ثورة الشلاعيط وجمهورية الجبابرة

سمير عطاالله
Bookmark
ثورة الشلاعيط وجمهورية الجبابرة
ثورة الشلاعيط وجمهورية الجبابرة
A+ A-
"رجال السياسة لا يعرفون شيئاً عن البؤس إلا من خلال الإحصاءات. والمرء لا يبكي أمام الأرقام".الأب بيارهل يشاهد المسؤولون الأخبار أم يكتفون بقراءة التقارير الملخّصة التي توضع على مكاتبهم خلال فترة معيّنة؟ الأرجح أن وقتهم لا يسمح بالمشاهدة. ولا التأمّل. بعد ملحمة زمنية رأينا فيها الأمهات والآباء والأبناء، وساحات جميع المدن، وانتحارات جميع الساحات واستغاثات الفقراء وبؤساء السكن في ما هو أسوأ من المقابر المفتوحة - فكّرت السلطة قليلاً وأعلنت أن الحلّ هو المهندس سمير الخطيب. رقيق قلب السلطة. هكذا تأمّلت الوجوه الملهوفة والأفئدة الخائفة والعقول المذعورة أمام حالة الفزع العام، فقدّمت للخوف من المجهول رجلاً غير معروف. وقد شبّه البعض ترشيح المهندس سمير الخطيب خلف الأبواب بتكليف الدكتور أمين الحافظ. دعكم من التسرّع: أمين الحافظ الذي انقضّ عليه رؤساء الحكومات، جاء من البرلمان، وكان نائباً عن طرابلس، واختلط بالناس أستاذاً جامعياً وعمل في الصحافة ووجهاً من وجوه المجتمع الثقافي. لم يكن أمين الحافظ اسماً مجهولاً في الحقل العام ولا طارئاً على العمل السياسي.كانت للرئيس الحافظ سمات كثيرة، ليس بينها أنه جزء من النادي المالي الذي أصبحت عضويته شرطاً للانضمام إلى العمل السياسي، سواء كان مقعداً نيابياً أو حقيبة وزارية فارغة، خاوية من عمل أو مهمّة، سوى حمل لقب التعالي. نادٍ تُوزَّع عضويّته من دون حساب في الدخول أو محاسبة في الخروج. شهادة فخرية مثل العشق الأفلاطوني: محسوب على المحبّين وليس على الحبّ.يعذرنا الأستاذ سمير الخطيب. في الأيام الأخيرة، أطبقت على صدورنا مشاهد أفقدتنا عصب التفاؤل والرهان على تجارب جديدة. لم يبقَ وقت للانتظار...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم